الأربعاء، 13 مايو 2015

اسم الله (الشكور) #إخاءٌ_سماوي :"💘

السلام عليكم وَرحمة الله وَبركاتـه 💙



عن النُعمان بن بشيـر -رضي الله عنه- قال : قال النبي -صلى الله عليهِ وسلم- : ( التحدث بنعمة الله شكر، وَتركها كفر، وَمن لا يشكر القليل لا يشكر الكثير، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، والجماعة بركة، والفرقة عذاب) 

إنك إنْ أحببت دوام نعمةٍ وبقاءها فعليك بكثرةِ الشكر والحمد عليها.. كُن عبداً شكوراً 🌸




لقاءنـا يتجدد الليلة بحول الله مع اسمَي الله (الشكور _ الشاكر) كنَّ بالقرب 💭







تباركَ من شُكرُ الورى عنه يَقصُرُ
لكونِ أيادي جودهِ ليس تُحصَرُ..

وَشاكرها يحتاجُ شكراً لـشكرها؛
كذلك شكُرُ الشكرِ يحتاج يُشكَرُ

ففي كل شكرٍ نعمةٌ بعدَ نعمـةٍ..
بغيرِ تناءٍ دونها الشكر يصغرُ

فمن رامَ يقضي حقَّ واجبِ شُكرها
تحمّل ضمن الشكرِ ماهو أكبرُ.



سلامُ الله عليكم وَرحمتـه وَبركاته.. نستهل حديثنا بـ "الشاكر، الشكور" 
بـه نستعين وَعليـه التُكلان 💙💭








وقفة مع الآيات 💗 :
قبل الشروع في مدارسة اسم الله "الشاكر، الشكور"

نتوقف مع هذه الآيات وقفة تدبر.
فورود التزييل بهذه الأسماء لابد أن يكون موظفاً في خدمة الهدف الذي أتت السورة لإيضاحه، وهذا ما سنقف عنده. 
فكل سورة في القرآن لها مقصد عام تتوافق آياتها معه؛ ودائما خواتيم الآيات تخدم هذا المقصد وتغذيه. 
🔸 فمثلا إذا توقفنا مع الآية الأولى : { لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ } نجد تناسب اسم الله تعالى الشكور مع الآية.
فالله سبحانه وتعالى من نعمة على عباده أنهم إذا أحسنوا بحسنة وفّاهم أجرهم وأعطاهم ثوابهم بل زادهم من فضله.
ولكن السؤال هنا.. "لم قرن اسم الله الشكور باسمه الغفور؟" لم لم يقل إنه شكور حميد مثلا؟! 
فإذا تدبرت ستجد أنه ما من عمل إلا وفيه وجه نقصان فيجبر ذلك مغفرة الله للعبد وتجاوزه عن هذا النقص وشكره للقليل. فكأن الآية تلفت النظر إلى نقصان العمل مهما تم وكمل في ظاهره ونعمة الله بالمغفرة ومقابلة الإحسان على نقصانه بالشكر. 

🔸الآية الثانية : {وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }وهنا نتوقف مع لفظ ( يقترف )..فلمَ لمْ يقل ( ومن يأت بحسنة )؟
لأن لفظ يقترف على وزن يفتعل، فتشعرك بالكلفة والمعاناة في إتيان الفعل.. دلالة على المجاهدة في فعل الحسنة لذا قال (إن الله غفور شكور) يغفر للعبد تقصيره الذي صعب عليه دفع نفسه للطاعة، ويشكر له مجاهدته تلك النفس في فعل الطاعة.

🔸 الآية الثالثة: {إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ}
هذا الرجل سيتصدق بصدقة عن طيب نفس، فيجزيه الله أن يضاعف له الأجر ويجعل صدقته كفارة لذنبه فيغفر له ذنوبه القديمة.
يقول: {وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ}
ما الذي جاء بحليم هنا؟
لأنه مهما أتى العبد من عمل يجب أن يستحقره في جنب عظمة الله.







ورد اسم الله تعالى الشكور في أربع مواضع 🌿:

١- قوله تعالى: { لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ }
٢- وقوله تعالى: { إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ }
٣- وقوله تعالى: {  وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }
ولاحظ اقتران اسم الله تعالى الشكور باسمه الغفور في هذه المواضع، فلهذا أسراره لا شك.
٤- ورد اسمه تعالى الشكور مقترناً باسمه الحليم في قوله تعالى: { إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ }



ورودُ اسم ( الشاكر ) في القرآن في موضعين 🌿 :

١- الموضع الأول قوله تعالى: ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ )
٢- الموضع الثاني: ( مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا )
🔸لم يرد هذا الاسم في السنة المطهرة.

وَاسم ( الشاكر ) علَمٌ متضمِّن لصفات الكمال: وهذا الاسم يفيد المدح والثناء، مراداً به العلمية، دالاً على كمال الوصفية.








وَيقول ابن القيم رحمه الله في المدارج : "الشكر أصله في وضع اللسان ظهور أثر الغذاء في أبدان الحيوان ظهوراً بيناً"
فالعرب كانت تقول : شكرت الدابة؛ إذا ظهر عليها أثر العلف..
فهذا هو أصل الكلمة؛ أن يظهر أثر الغذاء في أبدان الحيوانات ظهوراً بيناً، فإذا ظهر عليها أثر العلف سُميت دابة شكور.

🔹وقالوا الشكر في الإصطلاح : هو ظهور أثر نعمة الله على لسان العبد ثناءاً وإعترافا، وعلى قلبه شهوداً ومحبة، وعلى جوارحه إنقياداً وطاعة.

أولاً : على لسانه إعترافاً وثناءاً, أنه يعترف بها ويثني على الله تعالى, ويتحدث بها في خاصة أمره بينه وبين نفسه وبينه وبين الناس {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}

ثانياً: وعلى قلبه شهوداً؛ عندما تستشعر أن هذه العطايا من ربك هي منن تنزل عليك { وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً } يبعثك هذا إلى أن تحبه لأنه يسدي إليك هذا المعروف، فيشهد القلب النعمة ويقر بها ويراها ويلاحظها طوال الوقت.

ثالثاً: وعلى جوارحه انقيادًا وطاعة، فلو أن القلب اقر وشهد وأحب ومال، مالت الجوارح وتنقاد، فتجد الإنسان الشكور دوما مخبت منكسر عليه معاني الذل والافتقار، ودوماً قلبه منشرح لإحساسه بفضل ربه عليه.



قال ثعلب وهو أحد أئمة اللغة : "الشكر لا يكون إلا عن يد، أما الحمد فيكون عن يد أو عن غير يد" سواء أعطاك أو لم يعطكْ. 

قال القرطبي : "وتكلم الناس في الحمد والشكر هل هو بمعنى واحد أم بمعنيين فذهب الطبري والمبرد إلى أنهما في معنى واحد وهذا غير مرضي والصحيح أن الحمد ثناء على الممدوح بصفاته من غير سابق إحسان، والشكر ثناء على المشكور بما أولى من الإحسان لذا قال الله تعالى : {الحمد لله} ابتداءَ سواء أسدى إليك أم لم يسد فهو محمود سبحانه وتعالى لذاته بجميل صفاته بجميل أفعاله.











قال تعالى: (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا)


قال السعدي -رحمه الله- : من أسمائه تعالى الشاكر الشكور ، وهو الذي يشكر القليل من العمل الخالص النقي النافع، ويعفو عن الكثير من الزلل ولا يضيع أجر من أحسن عملًا بل يضاعفه أضعافًا مضاعفة بغير عد ولا حساب، ومن شكره أنه يجزي بالحسنة عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وقد يجزي الله العبد على العمل بأنواع من الثواب العاجل قبل الآجل، وليس عليه حق واجب بمقتضى أعمال العباد وإنما هو الذي أوجب الحق على نفسه كرما منه وجودا، والله لا يضيع أجر العاملين به إذا أحسنوا في أعمالهم وأخلصوها لله تعالى.
فإذا قام عبده بأوامره، وامتثل طاعته أعانه على ذلك، وأثنى عليه، ومدحه، وجازاه في قلبه نوراً وإيماناً وسعةً، وفي بدنه قوةً ونشاطاً وفي جميع أحواله زيادة بركة ونماء، وفي أعماله زيادة توفيق.
ثم بعد ذلك يقدم على الثواب الآجل عند ربه كاملاً موفوراً، لم تنقصه هذه الأمور.. ومن شكره لعبده، أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، ومن تقرب منه شبراً تقرب منه ذراعاً، ومن تقرب منه ذراعاً تقرب منه باعاً، ومن أتاه يمشي أتاه هرولة، ومن عامله ربح عليه أضعافاً مضاعفة 💗









كيف يتحقق الشكر؟ 💙

أولاً:  
يتحقق الشكر بمراعاة آثاره. بأن تحرص على حفظ النعمة وزيادتها، ربنا قال: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }فإذا عرفت ثمرة الشكر، الزيادة، جاهدت على تحقيقه. فمثلا حينما يمن الله عليك بمال وتعلم أن أعظم وسيلة لتنميته واستثماره أن تنفق منه لا أن تدخره، حينها ستفعل.. فأول وسيلة لتحقيق الشكر أن تعرف الثمرة لتكون باعث لك عليه.

ثانياً : أن يضع العبد نصب عينيه الجزاء العظيم الأخروي الذي سوف يمن الله عليه به إذا شكر النعمة. قال الله عز وجل: { وسيجزي الله الشاكرين }، وقال: { وسنجزي الشاكرين} ومنه: ما جاء في بعض الآثار أن من ابتلى فصبر وأعطي فشكر، وظُلم فغفر، أن أولئك الذين لهم الأمن وهو مهتدون.
فالشاكرون يأمنون من فزع يوم القيامة ويكونون من المهتدين في الدنيا والأخرة.

 إذاً معرفة الأجر الذي سوف يمن الله عليه به باعث للشكر كذلك من ثمار الشكر الدافعة له على العمل وشكر نعمة الله تعالى عليه؛ رفع العذاب في الآخرة.

ألا ترى قول الله تعالى: {وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ }
ففيه إشارة إلى أن الخروج من ظلم الإنسان وكفرانه بنعم الله تعالى أن يضعها نصب عينيه، فيكون هذا سبب إن شاء الله تعالى في أن يُرفع عنه هذا الظلم للنفس الذي يقع الإنسان به. منها كذلك أن ينجو من عذاب الدنيا، يقول الله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ }

والسياق مؤداه أن العكس صحيح أنها إذا شكرت أنعم الله أمنت من عذاب الله تعالى العاجل في الدنيا.
وقد بين القرآن أن الشاكرين ينجون من عذاب الله تعالى كما حصل هذا لنبي الله تعالى لوط { كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بالنّذر إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آَلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ }

 إن محبة الله تعالى أثر فطري عن الشعور بنعمة الله فإذا علم العبد أنه لو شكر سيحبه الله وأن الله لو أحبه نجا فهذا باعث له على الشكر. وكذا يتنزل عليك برضوانه, قال عزوجل: { وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} 🌿









نحن كبشر نحب من الناس أن يشكروا أعمالنا، وأحياناً ننصدم ونتضايق لأنهم لم يتعاملوا معنا بالذوق ويتلفظوا بالشكر.. حسناً لنترفع اليوم لشكرِ أسمى وأرقى من شكر البشر، لشكر الله الشاكر الشكور ولله المثل الأعلى.

فأنتَ إذا تلقيت معروفاً من إنسان، ولأنك مؤمن، ولأنك على شيء من الكمال لا تملك إلا أن تشكره، لا تملك إلا تبتسم له، لا تملك إلا أن تمتن له، لا تملك إلا أن تثني عليه، فكيف بصاحب الكمال المطلق ك؟ فكيف بخالق السماوات والأرض؟ فكيف بالذي هو صاحب الأسماء الحسنى والصفات الفضلى.
 فإذا أحسنت إلى مخلوق ما، كائناً بشرياً أو حيوانا أو نباتًا فهذا الإحسان محفوظ عند الله، تكافَأ عليه في الدنيا أو في الآخرة أو في الدنيا والآخرة، ولا يضيع عند الله شيء.




كيف يشكرك الله عزوجل؟ 💚

أنت حينما يقدم إليك معروف تشكر بلسانك تقول له : شكراً، جزاك الله خيراً، والإله العظيم إذا قدمت إلى أحد عباده معروفاً، تعرفه أو لا تعرفه، عرف أو لم يعرف فإنه يشكرك.

عمر -رضي الله عنه- مرة جاءه رسول من معركة نهاوند، وحدثه عن المعركة، ثم قال هذا الرسول: يا أمير المؤمنين، مات خلْقٌ كثير، قال: مَن هم؟ قال: إنك لا تعرفهم، فبكى عمر، وَقال: وما ضرهم أني لا أعرفهم إذا كان الله يعرفهم.



ومضَـة 💡:
لا يمكن أن يضيع عند الله شيء، مهما تصورت العمل قليلا أو صغيرا، ومهما كانت قيمته تافهة فهو عند الله محفوظ، وإذا أسدي إليك معروف تشكر بلسانك، أو تمتن بقلبك، أو تقدم له مكافأة، أو هدية أو عمل أو تقدم له خدمة.
هذا الإله العظيم صاحب الأسماء الحسنى والصفات الفضلى، كيف يشكرك؟ جاءت الآية لتبين بالتعبير المعاصر آلية الشكر، قال تعالى:﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾







كيف نتعبد الله تعالى باسمه الشكور؟ 

لم يرد الدعاء باسم الله الشكور، لكن ورد الدعاء بمقتضاه كما في قوله تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ)
 فأمرنا الله عز وجل بالشكر .
ومنه قول إبراهيم عليه وعلى نبينا السلام: (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)
وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم أرشدنا إلى طريقة جميلة في الاجتهاد في الدعاء يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي رواه الامام أحمد و الحاكم و صححه الألباني: (أتحبون أن تجتهدوا في الدعاء قولوا اللهم أعنا على ذكرك شكرك و حسن عبادتك)
والدعاء هو العبادة فالاجتهاد في الدعاء اجتهاد في العبادة 💛.

الشكر خير من الذهب والفضة :
ففي سنن الترمذي و صححه الألباني من حديث ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لما نَزَلَتْ : وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ . 
قال : كنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بَعْضِ أسفارِه ، فقال بعضُ أصحابِه : أُنْزِلَت في الذهبِ والفِضَّةِ لو عَلِمْنا أَيُّ المالِ خيرٌ فنتخذَه .
فقال : أَفْضَلُه لسانٌ ذاكِرٌ، وقلبٌ شاكرٌ، وزوجةٌ مؤمنةٌ تُعِينُه على إيمانِه)  .

فانظرن ماذا يسألونه وبماذا يجيب؟ 🌼








تقول الأستاذة أمل الغفيلي : 
أصيبت إمرأة بمرض نفسي، فقال لها الطبيب : أكتبي المنح وَالمحن عندك، تقول : أخذت القلم ثم خجلت..  ياترى كم ( المنح ) لا تُحصى، وكم ( المحن ) لا تتجاوز الصفحة؟ 

- كل ما يأتيك من ربك من نعمة ينبغي أن تقدرها وتحفظها وتعظمها، فيكفيك شرفا أنها من الله وقد اختصك وذكرك بهامن بين الناس،فاحفظها بالشكر من الزوال .

- ربما أعطيت نعمة ورزقًا لم يعطه غيرك فاذكر اختصاص الله لك بها من  دون الناس وليلهج لسانك بالشكر مع  الإخبات فقد تسلب النعم بقلة شكر النعم وذكر فضله عليك.

- أحياناً يوفق الله العبد لأن يقول كلمة ترضيه عنه أويكتب كلاما عن دينه وشرعه يعلي به مقامه في الدنيا والآخرة وهذا الإعلاء من شكرالله له : (إنه غفور شكور)

- إياك أن تمل نعمة الله التي أنعم بها عليك من ولد وعلم واذكر فإن هذا الملل ربما يسلبك إياها؛ فتنقل من يدك إلى يد غيرك ممن يفرح بها ويشكرها شكراً عظيماً.

- كم هي النعم التي نعيش فيها ولانشعر بها بل وننسى شكر الله عليها لأننا لا نعدها أصلاً نعما طيلة ما أننا نبصر متاعبنا فقط فيظهر التذمر منا عليها.

- كم مرة أغدق عليك ربك من النعم فامتلأ قلبك فرحاً بها، فلما منع عنك بعض مطلوبك حزنت وغضبت! مع أنه ربما اختبر رضاك عنه بالمنع كما رضيت منه العطاء .

- إذا أقبلت عليك نعمة مهما كان حجمها فافرح بهاواحمدالله عليهاواقبلها ولوكانت قليلة؛ فإن شعورك بأنهاهبة من ربك تجعلك أسعد الناس.

- سمع سليمان -عليه السلام- مقال النملة لقومهاوانذارها لهم"فتبسم ضاحكا" فرحاً بنعمةالله لفهمه مقالها ثم قال شاكراً ربه : (رب أوزعني أن أشكر نعمتك).

- لقد قام رسول الله من الليل حتى تفطرت قدماه مع أن الله غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر ولما سألته عائشة -رضي الله عنها- عن ذلك قال : (أفلا أكون عبدا شكوراً) ❤️









أثر الإيمان بهذين الاسمين 💞 :


🌼 إذا كان الله سبحانه وتعالى الشكور الشاكر على الإطلاق يقبل القليل من العمل ويعطي الكثير من الثواب مقابل هذا العمل القليل، فإن حظ المؤمن من هذا ألا يستصغر شيء من أعمال البر ولا يحقر من المعروف شيئا.كما قال النبي صل الله عليه وسلم" لا تحْقِرَنَّ من المعرُوفِ شيْئًا ، ولوْ أنْ تلْقَى أخاكَ بوجْهٍ طلْقٍ"
حتى تبسمك في وجه أخيك قربى، وصدقتك ولو بشق تمرة قربى، والكلمة الطيبة منك قربى "اتّقُوا النّارَ ولَو بشِقّ تَمرَة فمَن لم يجِدْ شِقّ تَمرَة فبكَلِمةٍ طيّبَة"
فلا تحتقر من العمل شيئا مهما صغر. 

🌼 مما يجب معرفته أن ما يقدمه المسلم في تقربه إلى الله تعالى من صلاة أو صيام أو حج لا يخلو من التقصير والسهو و النسيان، فلا يظن أنها الثمن المطلوب للجنة، ولا ينظر لها من الأساس بل ينظر ويتعلق برحمة الله وفقط.لأن هذه الأعمال في الأساس لن تدخلك الجنة، فالجنة هي سلعة الله الغالية، ولكن لأن الله شكور عظم من شأنها وأعطاك بها على صغرها وعيبها هذه المنة العظيمة.. سلعة الله الغالية. 

🌼 وهو الأهم : هو تحقيق الشكر، وهو واجب على كل مكلف.
فكيف نشكر الله تعالى؟
يقول ابن القيم رحمه الله "الشكر مبني على خمس قواعد، سأذكرها لك وأذكر حظك منها فانتبه :

١- خضوع الشاكر للمشكور، وحظها منك الذل والإنكسار لله تعالى.
٢- حبه له أن يزداد المؤمن في حبه لله تعالى.
٣- إعترافه بنعمته فيكثر من قوله أبوء لك بنعمتك على ويكثر من التحدث بنعم الله تعالى. يتحدث بالنعمة لذكر المنعم وبيان فضله لا لبيان النعمة والزهو بها.
٤- ثنائه عليه بها.
٥- وألا يستعملها فيما يكره لا يعصي الله ويبارزه بها.







تلويحـة الختام :



قال سفيان الثوري لجعفر بن محمد بن علي بن الحسين : "لا أقومَ حتى تحدثني، قال له : 
( أنا أحدثك، وما كثرة الحديث لك بخير ياسفيان.. إذا أنعم الله عليكَ بنعمة فأحببت بقاءها وَدوامها فأكثر من الحمد والشكر عليها؛ فإن الله -عز وجل- قال في كتابه : "لئن شكرتم لأزيدنكم" )🌷




وتـركم.. 💭
سبحانك اللهمَّ وبحمدك، نشهد أن لا إلـه إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

السلام عليكم وَرحمة الله وَبركاتـه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

"الدعاء عطاء".❤️