الاثنين، 1 يونيو 2015

#إخاء_سماوي اسماء الله:" القدير، القادر، المقتدر".

سلامُ الله عليكـم..

 الله -سبحانه- فوق ما يصِفُه الواصِفون ويمدحُه المادِحون، لا نِدَّ له ولا نظير، ولا شبيهَ له ولا مثيل سبحانه.
قديـرٌ قادرٌ لا يُعجِزُه شيء، إذا أراد شيئًا قال له: كن، فيكون، وأمرُه كلمحِ البصر بل هو أقرب، وله جنودٌ لا يعلمها أحدٌ سواه، قلَبَ قُرى قوم لوطٍ وجعل عاليَها سافلَها، ولما امتنع بنو إسرائيل عن قبول ما في التوراة رفع جبلاً فوق رؤوسهم كأنه ظُلَّةٌ وظنُّوا أنه واقعٌ بهم، وتجلَّى - سبحانه - لجبلٍ فجعله دكًّا، ولما رأى موسى ذلك خرَّ صعِقًا.
والأرضُ إذا انقضى الدهرُ يرُجُّها رجًّا، ويدُكُّها دكًّا، وينسِفُ الجبالَ نسفًا، وبنفخةٍ واحدةٍ في الصور ينفُخ فيه إسرافيل يفزعُ الخلق، وبنفخةٍ أخرى يُصعَقون، وبثالثةٍ يقومون للحشر.
وإذا نزل - سبحانه - لفصل القضاء تشقَّقَت السماءُ لنزوله تعظيمًا له وخشية.




جميع هذه الأسماء وردت في القرآن، وأكثرها ورودًا " القدير " ثم " القادر" ثم" المقتدر". 

 قال تعالى: { والله على كل شيء قدير}.
و قال جلّ جلاله: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم}.
وقال عز وجل: {إن المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر}. 

- المعنى الشرعي:
أن الله تبارك وتعالى هو القادر القدير المقتدر: المتناهي في القدرة واﻹقتدار، لا يمتنع عليه شيء في كل الأقطار، له النفوذ المطلق والسلطان، والتصرُّف التام، في كل الأكوان، لا يعارضه معارض، ولا ينازعه منازع، ولا يخرج عن قبضته، مخالف، أو طائع. 🌿

وهو سبحانه مقدر كل شيءٍ وقاضيه، وهو على كل شيء قدير، لا يعترضه عجزٌ ولا فتور، ولا يعجزه شيء، ولا يفوته مطلوب. 💚

وأنه سبحانه كامل القدرة، فبقدرته أوجد الموجودات، وبقدرته دبّرها، وبقدرته سواها وأحكمها، وبقدرته يُحيي ويُميت، ويبعث العباد للجزاء، ويجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته. 📮



وهو الذي إذا أراد شيئًا قال له ( كن) فيكون، وبقدرته يقلّب القلوب ويصرّفها على مايشاء ويريد، ويهدي من يشاء، ويضلّ من يشاء، ويجعل المؤمن مؤمنًا ، والكافرُ كافرًا ، والبرُ برًا ، والفاجرُ فاجرًا.
 { وكان الله على كلّ شيءٍ مقتدرًا}.

ولكمال قدرته لا يُحيط أحدٌ بشيء من علمه إلا بما شاء أن يُعلِّمهُ إيّاه، ولكمال قدرته خلق السمٰوات والأرض وما بينهما في ستةِ أيام ومامسّه من لغوب، ولا يُعجزه أحدٌ من خلقه ولا يفوته، بل هو في قبضته أينما كان، الذي سلمت قدرته من اللُّغوب، والتعب،والإعياء،والعجز عمّا يُريد، ولكمال قدرته كلُّ شيءٍ طوع أمره ،وتحت تدبيره، فما شاء الله كان، ومالم يشأ لم يكن.

وهو تعالى مقدِّر مقادير الخلائق قبل أن يخلق الأرض، والسماوات الطوابق بخمسين ألف سنة. 📮💭



والفرق بين هذه الأسماء 📬:

 أن القادر: الذي لا يعجزه شيءٌ إيجادًا أو إعدامًا، أو تغييرًا أو إعادة.

 والمقتدر: أكثر مبالغة؛ لأن زيادة المبنى تدلُّ على زيادة المعنى، فهو يجمع دلالة اسم القادر، والقدير، فهو أبلغ منهما في الدلالة على الوصف، ومعناه: التامُّ القدرة الذي لا يمتنع عليه شيءٌ، ولا يحتجز عنه بمَنَعَةٍ ،وقوة .

والقدير: هو الفاعل لما يشاء على ما تقتضيه الحكمة. 
سبحان ربّنا وتعالى جلّ جلاله 💭💙




ودائمًا إذا تعلّق الأمر بقدرة الله عزّ وجلّ { فهو على كلِّ شيءٍ قدير} .❤️

وقد تكررت هذه الكلمات { والله على كل شيء قدير} ،{ إن الله على كلّ شيء قدير}، {وهو على كلّ شيء قدير}. 

في أكثر من ٢٥ موضعًا في القرآن الكريم ؛ حتى يطمئن المؤمن إلى قدرة الله عزّ وجلّ ولا يركن إلى أحدٍ سواه، وحتى يعلم الكافرون والمعاندون أنهم غير معجزين.



ومن عرف القادر المقتدر لا يتوكّل إلا عليه، ولا يعتصم بأحدٍ سواه ولا يمتنع إلا به، ولا يفوّض أموره إلا إليه ؛ لأن عند الله عزّ وجلّ تمام الكفاية وحسن الولاية.

{ ومن يتوكّل على الله فهو حسبه}. 🌿



من لطائف الإقتران: 

🌸  قال تعالى: {والله قدير والله غفور رحيم}

 قرن الله تعالى القدير مع الغفور والرحيم فيه مزيدٌ من الكمال.

وذلك: أن مغفرته تعالى، ورحمته لعباده عن كمال القدرة. فلا يتعاظم عليه ذنب أن يغفره، ولا عيب أن يستره ،ولا رحمة أن يوصلها، فليس كل من له قدرة، وقوة، يغفر ويرحم لمن قدر عليه، وليس كل من يغفر ويرحم له قدرة نافذة، فهو سبحانه مع كمال القدرة، فهو موصوف بالمغفرة، مع سعة الرحمة. 

🌸 قال تعالى: {إن الله عليم قدير} ، والمعنـى المستفاد من اقتران هذين الإسمين الكريمين:
 
• أن قدرته في إيجاد الأشياء، أو إعدامها، أو تغييرها، منوطٌ بالعلم، فهي قدرة شاملة، عن تمام العلم والخبرة بما يأمر به من الأحكام وغيرها، وأنه عليم بمصالحه أو مفاسده، فوسع علمه كل شيء مع قدرته على كل شيء.

• وكذلك دلَّ هذا الإقتران الجليل: على كماله عز وجل في الوصفية؛ لأن العلم بدون قدرة عجز، والقدرة بدون علم مظنَّة الإفساد، والظلم، والطغيان، والله تعالى منزَّه عن كل نقصان.



ومن أصول الإيمان العظيمة:

الإيمان بالقدر، قال تعالى: { وخلق كلَّ شيءٍ فقدّره تقديرًا}.

ومن لا يؤمن بالقدر، لا يؤمن بالله عزّ وجل 📍
فإنكار القدر إنكارٌ لقدرة الله عز وجلّ، وجحد صفاته سبحانه أو شيء منها يتنافى مع الإيمان به سبحانه، إذ أن من أصول الإيمان به الإيمان بأقداره.



قال عوف: سمعت الحسن يقول: 

" من كذّب بالقدر فقد كذّب بالإسلام، إن الله تبارك وتعالى قدّر أقدارًا، وخلق الخلق بقدر، وقسّم الآجال بقدر، وقسّم الأرزاق بقدر، وقسّم البلاء بقدر، وقسّم العافية بقدر".



و آثار قدرة الله تبارك وتعالى في هذا الكون المعجز، لا تُعدُّ ولا تحصى، فهي أكبر من أن تُحيط بها عبارة، أو يشار إليها بإشارة، فأينما وقع النظر على شيء في الآفاق، وفي الأنفس، رأيت كمال قدرة القادر.🍂

 فبقدرته خلق الكون وما فيه، وبقدرته أمسك السماوات أن تقع على الأرض إلا بإذنه، وبكمال قدرته يأتِ بنا جميعًا أينما كُنَّا، وحيثما كُنَّا، قال تعالى: {أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعاً إن الله على كل شيء قدير}


و من ثمرات الإيمان بهذه الأسماء.🌿

•  أنها تورث المؤمن الإجلال والمهابة لله تعالى والخوف، والخشية منه سبحانه، ورجاء الإنعام، وخوف الإنتقام؛ لشمول قدرته لأنواع ما نفع وضر، وساء وسرّ.

• وتورث كمال الحب لله تعالى، وقوَّة الإيمان، وبرد اليقين، وكمال الثقة به تعالى في كل ما يحدث في هذا الكون، من جليل أو حقير، إنما هو بإذن من الله تعالى القدير.




في الختـام أُخياتي: 💚 



إن المؤمن الحق لا يغتر بجاهه أو ماله أو قدرته، ويتبرأ من حوله وقوته، ويسأل الله الإعانة في أموره؛ فقدرته – تعالى - نافذة.
وإذا حار بين أمرين لا يدري ما الخير له فيهما استخار الله -تعالى- وسأله بقدرته وعلمه أن يختار له الأحسن فقال: (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب)
وإذا شكا وجعًا وألمًا علم أن الله -تعالى- قادر على أن يذهب وجعه، وأن يسكن ألمه؛ فيضع يده على مكان الوجع ويقول: "أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر"

والمؤمن مأمور دائمًا أن يتذكر قدرة الله -تعالى- وقوته في كل أحواله وشؤونه؛ ولذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي هريرة: (ألا أدلك على كلمة من تحت العرش، من كنز الجنة؟ تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فيقول الله: أسلم عبدي واستسلم) أخرجه الحاكم بإسناد صحيح



 كفارة المجلس 🌿

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

"الدعاء عطاء".❤️