الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

قصة وحياة أُمِّ سلمة كاملة :" 💛




أم سلمة، وما أدراك ما أم سلمة؟!

أما أبوها فسيد من سادات مخزوم المرموقين، وجوادٌ من أجود العرب المعدودين؛ حتى إنه كان يقال له: ( زاد الراكب )؛ لأن الركبان كانت لا تتزود إذا قصدت منازله أو سارت في صحبته.

وأما زوجها فعبدالله بن عبد الأسد أحد العشرة السابقين إلى الإسلام؛ إذ لم يسلم قبله إلا أبو بكر الصديق ونفر قليل لا يبلغ أصابع اليدين عددًا.

وأما اسمها فهند، لكنها كنيت بأم سلمة، ثم غلبت عليها الكنية.

أسلمت أم سلمة مع زوجها فكانت من السابقات إلى الإسلام أيضًا.

وما أن شاع نبأ إسلام أم سلمة وزوجها حتى هاجت قريش وماجت، وجعلت تصب عليهما من نكالها ما يزلزل الصم الصلاب، فلم يضعفا ولم يهنا ولم يترددا.

ولما اشتد عليهما الأذى وأذن الرسول صلوات الله وسلامه عليه لأصحابه بالهجرة إلى الحبشة كانا في طليعة المهاجرين.

مضت أم سلمة وزوجها إلى ديار الغربة وخلفت وراءها في مكة بيتها الباذخ، وعزها الشامخ، ونسبها العريق، محتسبةً ذلك كله عند الله، مستقلةً له في جنب مرضاته.

وعلى الرغم مما لقيته أم سلمة وصحبها من حماية النجاشي نضر الله في الجنة وجهه، فقد كان الشوق إلى مكة مهبط الوحي، والحنين إلى رسول الله مصدر الهدى يفرى كبدها، وكبد زوجها فريًا.

ثم تتابعت الأخبار على المهاجرين إلى أرض الحبشة بأن المسلمين في مكة قد كثر عددهم، وأن إسلام حمزة بن عبد المطلب، وعمر بن الخطاب قد شد أزرهم، وكف شيئا من أذى قريش عنهم، فعزم فريق منهم على العودة إلى مكة، يحدوهم الشوق، ويدعوهم الحنين..

فكانت أم سلمة وزوجها في طليعة العائدين
******

لكن سرعان ما اكتشف العائدون أن ما نمي إليهم من أخبار كان مبالغاً فيه، وان الوثبة التي وثبها المسلمون بعد إسلام حمزة وعمر، قد قوبلت من قريش بهجمةٍ أكبر.

فافتن المشركون في تعذيب المسلمين، وترويعهم، وأذاقوهم من بأسهم ما لا عهد لهم به من قبل.

عند ذلك أذن الرسول صلوات الله عليه لأصحابه بالهجرة إلى المدينة، فعزمت أم سلمة وزوجها على أن يكونا أول المهاجرين فرارًا بدينهم وتخلصًا من أذى قريش.

لكن هجرة أم سلمة وزوجها لم تكن سهلة ميسرة كما خيل لهما، وإنما كانت شاقةً مرةً خلفت وراءها مأساة تهون دونها كل مأساة.

فلنترك الكلام لأم سلمة لتروي لنا قصة مأساتها..

فشعورها بها أشد وأعمق، وتصويرها لها أدق وأبلغ.
قالت أم سلمة:
لما عزم أبو سلمة على الخروج إلى المدينة أعد لي بعيراً، ثم حملني عليه، وجعل طفلنا سلمة في حجري، ومضى يقود بنا البعير وهو لا يلوي على شيء.

وقبل أن نفصل عن مكة رآنا رجال من قومي بني مخزوم فتصدوا لنا، وقالوا لأبي سلمة: إن كنت قد غلبتنا على نفسك، فما بال أمرأتك هذه؟!
وهي بنتنا، فعلام نتركك تأخذها منا وتسير بها في البلاد؟!
ثم وثبوا عليه، وانتزعوني منه انتزاعا.

وما إن رآهم قوم زوجي بنو عبد الأسد يأخذونني أنا وطفلي، حتى غضبوا أشد الغضب، وقالوا:
لا والله لا نترك الولد عند صاحبتكم بعد أن انتزعتموها من صاحبنا انتزاعاً..
فهو ابننا ونحن أولى به.
ثم طفقوا يتجاذبون طفلي سلمة بينهم على مشهد مني حتى خلعوا يده وأخذوه.
وفي لحظات وجدت نفسي ممزقة الشمل وحيدة فريدة:
فزوجي اتجه إلى المدينة فراراً بدينه ونفسه.. وولدي اختطفه بنو عبد الأسد من بين يدي محطماً مهيضاً..

أما أنا فقد استولى علي قومي بنو مخزوم، وجعلوني عندهم..

ففُرق بيني وبين زوجي وبين ابني في ساعة.
ومنذ ذلك اليوم جعلت اخرج كل غداةٍ إلى الأبطح، فأجلس في المكان الذي شهد مأساتي، واستعيد صورة اللحظات التي حيل فيها بيني وبين ولدي وزوجي، وأظل أبكي حتى يخيم علي الليل.
وبقيت على ذلك سنة أو قريباً من سنةٍ إلى أن مر بي رجل من بني عمي فرق لحالي ورحمني وقال لبني قوني:
ألا تطلقون هذه المسكينة!! فرقتم بينها وبين زوجها وبين ولدها.
وما زال بهم يستلين قلوبهم، ويستدر عواطفهم حتى قالوا لي:
الحقي بزوجك إن شئت.
ولكن كيف لي أن ألحق بزوجي في المدينة وأترك ولدي وفلذة كبدي في مكة عند بني عبد الأسد؟!

كيف يمكن أن تهدأ لي لوعة أو ترقأ لعيني عبرة وأنا في دار الهجرة وولدي الصغير في مكة لا أعرف عنه شيئاً؟!
ورأى بعض الناس ما أعالج من أحزاني وإشجاني فرقت قلوبهم لحالي، وكلموا بني عبد الأسد في شأني واستعطفوهم علي فردوا لي ولدي سلمة..

لم أشأ أن أتريث في مكة حتى أجد من أسافر معه؛ فقد كنت أخشى أن يحدث ماليس بالحسبان فيعوقني عن اللحاق بزوجي عائق..

لذلك بادرت فاعددت بعيري، ووضعت ولدي في حجري، وخرجت متوجهة نحو المدينة أريد زوجي، وما معي أحد من خلق الله..

وما إن بلغت (التنعيم) حتى لقيت عثمان بن طلحة فقال:
إلى أين يا بنت زاد الراكب؟!
فقلت: اريد زوجي في المدينة
قال: أو معك احد؟
قلت : لا والله إلا الله ثم بني هذا.
قال : والله لا أترككِ أبداً حتى تبلغي المدينة.
ثم أخذ بخطام بعيري وانطلق يهوي بي..
فوالله ما صحبت رجلاً من العرب قط أكرم منه ولا أشرف: كان إذا بلغ منزلاً من المنازل ينيخ بعيري، ثم يستأخر عني، حتى إذا نزلت عن ظهره واستويت على الأرض دنا إليه وحط عنه رحله، واقتاده إلى شجرةٍ وقيده فيها.
ثم يتنحى عني إلى شجرة أخرى فيضطجع في ظلها.
فإذا حان الرواح قام إلى بعيري فأعده، وقدمه إلي، ثم يستأخر عني ويقول : اركبي ، فإذا ركبت، واستويت على البعير، أتى فأخذ بخطامه وقاده.

وما زال يصنع بي مثل ذلك كل يوم حتى بلغنا المدينة، فلما نظر إلى قرية بقُباء لبني عمرو بن عوف قال: زوجك في هذه القرية، فادخليها على بركة الله، ثم انصرف راجعاً إلى مكة.

اجتمع الشمل الشتيت بعد طول افتـراق، وقرت عين أم سلمة بزوجها، وسعد أبو سلمة بصاحبته وولده. ثم طفقت الأحداث تمضي سراعاً كلمح البصر.

فهذه بدر يشهدها أبو سلمة ويعود منها مع المسلمين، وقد انتصر انتصارًا مؤزرا.

وهذه أحد يخضوض غمارها بعد بدر، ويبلي فيها أحسن البلاء وأكرمه، لكنه يخرج منها وقد جرح جرحا بليغا، فما زال يعالجه حتى بدا له أنه قد اندمل، لكن الجرح كان قد رم على فساد فما لبث أن انتكأ وألزم أبا سلمة الفراش.

وفيما كان أبو سلمة يعالج من جرحه قال لزوجه: يا أم سلمة، سمعت رسول الله ﷺ يقول: لا يصيب أحداً مصيبة، فيسترجع عند ذلك ويقول:
اللهم عندك احتسبت مصيبتي هذه.
اللهم أخلفني خيراً منها إلا أعطاه الله عزَّ وجل..

ظل أبو سلمة على فراش مرضه أياماً.
وفي ذات صباح جاءه رسول الله ﷺ ليعوده، فلم يكد ينتهي من زياراته ويجاوز باب داره، حتى فارق أبو سلمة الحياة.
فأغمض النبي عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين عيني صاحبه.
ورفع طرفه إلى السماء وقال:
اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المقربين.
واخلفه في عقبه في الغابرين.
واغفر لنا وله يارب العالمين. وافسح له في قبره، ونور له فيه.
أما أم سلمة فتذكرت ما رواه لها أبو سلمة عن رسول الله ﷺ فقالت: 
اللهم عندك احتسب مصيبتي هذه...
لكنها لم تَطب نفسُها أن تقول: اللهم اخلفني خيراً منها؛ لأنها كانت تتساءل، ومن عساه أن يكون خيراً من أبي سلمة؟!
لكنها ما لبثت أن أتمت الدعاء..

حزن المسلمون لِمُصاب أم سلمة كما لم يحزنوا لمُصاب أحدٍ من قبل، وأطلقوا عليها اسم (أيم العرب) والأيم: هي المرأة التي فقدت زوجها
إذا لم يكن لها في المدينة أحد من ذويها غير صبيةٍ صغار كزغب القطا: كفراخ القطا التي لم ينبت ريشها.

شعر المهاجرون والأنصار معاً بحق أم سلمة عليهم، فما كادت تنتهي من حدادها على أبي سلمة حتى تقدم منها أبو بكر الصديق يخطبها لنفسه فأبت أن تستجيب لطلبه.

ثم تقدم منها عمر بن الخطاب فردته كما ردت صاحبه.

ثم تقدم منها رسول الله ﷺ فقالت له:
يا رسول الله، إن في خلالاً ثلاثاً؛ تقصد ثلاث صفات
لأنا امرأة شديدة الغيرة فأخاف أن ترى مني شيئاً يغضبك فيعذبني الله به.

وأنا المرأة قد دخلت في السن.

وأنا امرأة ذاتُ عيال.
فقال عليه الصلاة والسلام:
أما ما ذكرتِ من غيرتك فإني ادعو الله عز وجل أن يذهبها عنك.

وأما ما ذكرتِ من السن فقد أصابني مثل ما أصابك.

واما ما ذكرت من العيال، فإنما عيالك عيالي.
ثم تزوج رسول الله ﷺ من ام سلمة فاستجاب الله دعاءها، وأخلفها خيراً من أبي سلمة.

ومنذ ذلك اليوم لم تبق هند المخزومية أما لسلمة وحده؛ وإنما غدت أما لجميع المؤمنين.
نضر الله وجه أم سلمة في الجنة ورضي عنها وأرضاها..

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

اسم الله الأول والآخر #إخاء_سماوي 💘

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ()

من أسماء الله الحسنى - الأول والآخر- 
الذي سنتناوله الليلة بكل شوق، ونتفيأ من ظلاله 💛



(هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3))

-هو الأول-💛

الأول في سماع لهفتنا..  الأول في بلسمة جراحنا..   الأول إلى رحمة دموعنا 

واﻷول في تسكين مخاوفنا..

الأول دوما مهما عثرت بنا الأقدام ، وتلطخت منا الثياب..

🌾

_والآخر_💜

يدل على أنه هو الغاية ، والصمد الذي يصمد إليه جميع المخلوقات..

  بتألهها  ، ورغبتها ، ورهبتها وجميع مطامعها..



اسمي الله الأول والآخر:

قال تعالى :
" هو الأول والآخر " 

قالﷺ: 
" اللهمّ أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء " 

المعنى اللغوي :🌾

الأول : نقيض الآخر، ومن أبنية المبالغة على وزن " أفعل"، وهو الذي يترتب على غيره، والأولية أيضًا : الرجوع إلى أولِ الشيء ومبدؤه، أو مصدره، وأصله ، ويستعمل على أوجه ..

الآخر: وهو أيضًا من أبنية المبالغة على وزن " أفعل" ، وهو نقيض المتقدم ..

-



💛


المعنى الشرعي :


الله تبارك وتعالى هو الأول بلا بداية :
١- فلم يكن شيء قبله ، ولا معه فهو تعالى سابق الأشياء كلها، بأوقات لا نهاية لها في الوجود ، والصفات ..

٢- فله سبحانه التقدم المطلق بالقبلية ، بكمال الذات، وعلو الشأن والفوقية..

٣- وهو الذي ابتدأت منه جميع البرية، فكلها مرجعها إلى الله تعالى: بالعطاء، والإيجاد، والإمداد..
🌿

والله جل جلاله هو - الآخر- بعد كل شيء بلا نهاية :
١- في الوجود ، والنعوت ؛ فهو الباقي بعد فناء كل الخليقة، صامتة، وناطقة ..

٢- فآخريته سبحانه بلا نهاية في كمال ذاته، وعلو شأنه، وصفاته العليّة، والسلطان بالديمومية ..

٣- وهو الذي تنتهي إليه أمور كل البريّة، الدنيويّة، والدينية ، والكونية بما في ذلك من الأسباب والوسائل الظاهرية، والباطنية دلّ هذا الإسمان على الإحاطة الزمانية المطلقة ..



والأول🌿

 أي الذي ليس قبله شيء، فهو الأول بلا ابتداء. فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء وخلق السموات والأرض ... رواه البخاري.

وفي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو عند النوم: اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر.💜



واسم الله الأول🔹

 يدل باللزوم على الحياة والقيومية ، والسمع والبصر والعلم ، والمشيئة والقدرة والعلو والغنى والعظمة فهو لا يحتاج إلى غيره في شيء ، وهو المستغني بنفسه عن كل شيء ..

ومن الأولية أيضا تقدمه سبحانه على غيره تقدما مطلقا في كل وصف كمال وهذا معنى الكمال في الذات والصفات في مقابل العجز والقصور لغيره من المخلوقات فلا يدانيه ولا يساويه أحد من خلقه لأنه سبحانه منفرد بذاته ووصفه وفعله ، والأولية وصف لله وليست لأحد سواه ..
🌾


كما أن الأولية في الأشياء مرجعيتها إلي الله خلقا وإيجادا وعطاء وإمدادا ، وقال : (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً علينَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِين)َ [الأنبياء:104] ،



والآخر سبحانه:💛


هو المتصف بالبقاء والآخرية فهو الآخر الذي ليس بعده شيء الباقي بعد فناء الخلق ..

(كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) [سورة القصص 88]

 الدائم الباقي الحي القيوم الذي تموت الخلائق ولا يموت كما قال تعالى (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) [سورة الرحمن /26].

 
ومن معاني اسم الله الآخر 🍃

أنه الذي تنتهي إليه أمور الخلائق كلها كما ورد عند البخاري من حديث البراء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ ) [4]..

فأحاطت أوليته وآخريته بالأوائل والأواخر وما من أول إلا والله قبله وما من آخر إلا والله بعده فالأول قدمه والآخر دوامه وبقاؤه , فسبق كل شيء بأوليته , وبقي بعد كل شيء بآخريته فهو الأول في آخريته , والآخر في أوليته.



🍃


قال ابن عطية: 

هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ. الأول: الذي ليس لوجوده بداية مفتتحة.

 والآخر: الذي ليس له نهاية مُنقضية. 
💦

وقيل: هو الأول بالأزلية، والآخر بالأبدية، وهو الأول بالوجود؛ إذ كلُّ موجود فبعده وبه.



🎈


🔹وأما التعبد لله باسمه الأول وأثره الإيماني:


  فقال فيه ابن القيم في طريق الهجرتين:

 فعبوديته باسمه الأول تقتضي التجرد من مطالعة الأسباب والوقوف أو الالتفات إليها، وتجريد النظر إلى مجرد سبق فضله ورحمته وأنه هو المبتدىء بالإحسان من غير وسيلة من العبد إذ لا وسيلة له في العدم قبل وجوده، أي وسيلة كانت هناك..

 وإنما هو عدم محض وقد أتى عليه حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا،🌾

 فمنه سبحانه الإعداد ومنه الإمداد وفضله سابق على الوسائل، والوسائل من مجرد فضله وجوده لم تكن بوسائل أخرى فمن نزل اسمه الأول على هذا المعنى أوجب له فقرا خاصا وعبودية خاصة ..



آثار الإيمان بهما🎐

🍥 معرفة العبد غنى الرب من كل وجه بذاته وصفاته ، وأن كمال أوصافه أيضا أوَّلي بأولية ذاته ؛ فلم يكتسب وصفا كان مفقودا أو كمالا لم يكن موجودا ، كما هو الحال بين المخلوقات في اكتساب أوصاف الكمال .

🍥 إذا علم المسلم أن أصله من طين وله بداية ونهاية وحياة إلى حين ؛ أيقن أن ما قام به من الحسن مرجعه إلى رب العالمين ، وأن الفرع لا محالة سيرجع إلى أصله كما ذكر الله تعالى في قوله : (إِليْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللهِ حَقّاً إِنَّهُ يَبْدأُ الخَلقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ليَجْزِيَ الذِينَآمَنُوا وَعَمِلوا الصَّالحَاتِ بِالقِسْطِ وَالذِينَ كَفَرُوا لهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَليمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ)[يونس:4]،

 وقال تعالى : ( وَهُوَ الذِي يَبْدأُ الخَلقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَليْهِ وَلهُ المَثَل الأَعْلى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ)[الروم:27] .


🍥 أن يظهر أثر الاسم على سلوك العبد فيظهر من محبة الأولية في طلب الخير ، وطلب الأسبقية في التزام الأمر ، وحرصه على المزيد والمزيد من الأجر ، قال تعالى في وصف عباده الموحدين :
( أُولئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وَهُمْ لهَا سَابِقُونَ ) [المؤمنون:61] 

وقال سبحانه أيضا : ( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لنَا خَاشِعِينَ ) [الأنبياء:90].

فتجد توحيد الله في اسمه الأول باديا على العبد عند مداومته على الصلاة في أول الوقت ، عملا بما ورد عند البخاري من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال : ( الصَّلاَةُ لوَقْتِهَا وَبِرُّ الوَالدَيْنِ ثُمَّ الجِهَادُ في سَبِيل اللهِ) [9] 
🌾

وكذلك حرصه على الصف الأول ومجاهدة الآخرين في استباقهم إليه ، فقد ورد عند البخاري من حديث أَبِي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لوْ يَعْلمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّل ثُمَّ لمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَليْهِ لاَسْتَهَمُوا ، وَلوْ يَعْلمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِليْهِ ، وَلوْ يَعْلمُونَ مَا فِي العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لأَتَوْهُمَا وَلوْ حَبْوًا ) [10].




🍥 أن العبد إذا علم أنه من جملة من كتب الله عليهم الفناء دعاه ذلك إلى أن يبادر بالتوبة قبل أن ينزل به ما لا طاقة له على دفعه ويقوده ذلك إلى التسليم له سبحانه حين يقضي على العبد بفوت صفقة , وخسار تجارة.

🍥 الدعاء بهما كما ورد عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا آوى إلى فراشه قال : ( اللهمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شيء ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى ، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شيء أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ ، اللهمَّ أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شيء ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شيء ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شيء وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شيء ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَاغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ )



💙💦

إذا عرف المسلم هذه الأسماء العظيمة ، وعرف ماتدل عليه من الكمال والعظمة والإحاطة وجَب عليه أن يعامل كلّ اسم بما يقتضيه من ذل وعبودية .. 💘

- فمعرفة "أوّليّة" الله لكل شيء وسبقه بالفضل والإحسان ، الأسباب كلها تقتضي إفراده وحده بالذّل والالتجاء وعدم الالتفات إلى غيره أو التوكل على سواه ، وتقتضي التجرد من التعلق بالأسباب والالتفات إليها إلى التعلق بمن منه الإمداد ومنه الإعداد وفضله سابق على الوسائل والأسباب ☔

- ومعرفة "آخريَّة" الله تقتضي أن يُجعل وحده غاية العبد التي لا غاية له غيره ، ولا مطلوب له وراءه ، إليه وحده المنتهى ، وليس وراءه مرمى ولا بعده مقصد ، وتقتضي عدم الركون إلى الأسباب فإنها تنعدم لامحالة وتنقضي بالآخرية ، ويبقى الدائم الباقي بعدها ، فالتعلق بها تعلق بما يعدم وينقضي ، والتعلق بالآخر سبحانه تعلق بالحي الذي لايموت وبالباقي الذي لا يزول :"" ❤

🍃 فتأملي عبودية هذين الاسمين وما يوجِبانه من صحة الاضطرار إلى الله وحده ، ودوام الفقر دون كل شيء سواه ، وأن الأمر ابتدأ منه وإليه يرجع .. 

⚡ فهو "الأول" الذي ابتدأت منه المخلوقات ، والآخر الذي انتهت إليه عبوديتها وإرادتها ومحبتها ، فليس وراء الله شيء يقصد ويعبد ويتألّه، كما أنه ليس قبله شيء يخلق ويبرأ .. 

فـ كما كان واحداً في إيجادك ❗
فاجعله واحداً في تألّهك له لتصِح عبوديتُك ، 

وكما ابتدأ وجودك و خلقك منه ↪
فاجعله نهاية حبّك وإرادتك وتألّهك إليه ()
لتصِح لكِ عبوديتُه باسمه الأول و الآخر ..



هذا و الله أعلم ، و نسبة العلم إليه أسلم ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه  وسلّم .. 🌷


💭 كفارة المجلس 
                     وتركم ضياء ..✨
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
#إخاء_سماوي 💘

اسم الله المؤمن #إخاء_سماوي 💘

السلامُ عليكم وَرحمـة الله وَبركاته ❤️

* قيلَ لخريم الناعم:
ما النعمة؟ قال: (الأمن) فإنهُ ليس لخائفٍ عيش.. 


* وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ : دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ ، فَقَالَ لَهُ : "كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَ : أَرْجُو اللَّهَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَخَافُ ذُنُوبِي" 
 قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ إِلا وَأَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي يَرْجُو وَأَمِنَهُ مِمَّا يَخَافُ "



🌿

اسمُ اللهِ المؤمن: 

ورد اسم الله المؤمن في آية واحدة ،هي قوله تعالى :{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} 🌿

واسم الله (المؤمن) يدل على معانٍ عظيمة وأمور جليلة ،فمن دلائل اسمه المؤمن.. شهادته سبحانه لنفسه بالتوحيد، وهي أعظم شهادة ،من أعظم شاهد ،لأعظم مشهود به.

قال مجاهد-رحمه الله- : (المؤمن :الذي وحّد نفسه بقوله {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ .... }.

ومنها المُصدِّق الذي يُصدِّق رسله وأنبياءه بالحجج والبيانات بأن ما قالوه وبلغوه عنه حق لا ريب فيه ، وصدق لا امتراء فيه .وهذا معنى قول قتادة –رحمه الله -: (المؤمن أمن لقوله أنه حق)

.ومنها تصديقه سبحانه للشاهدين له بالتوحيد، والشهادة لهم بأن ما قالوه حق وصدق. 
ومن هذا المعنى ما رواه الترمذي وابن ماجه عن الأغر أبي مسلم، أنه شهد على أبي هريرة وأبي سعيد الخدري –رضي الله عنهما– أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا قال العبد :لا إله إلا الله، والله أكبر، قال : يقول الله تبارك وتعالى: صدق عبدي، لا إله إلا الله، وأنا أكبر، وإذا قال: لا إله إلا الله وحده، قال: صدق عبدي، لا إله إلا أنا وحدي، وإذا قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،قال :صدق عبدي لا إله إلا أنا لا شريك لي، وإذا قال: لا إله إلا الله له الملك وله الحمد؛ قال: صدق عبدي، لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد، وإذا قال: لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال: صدق عبدي، لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي ).

ومنها: أنه يؤمن عباده المؤمنين وأولياءه المتقين من عذابه وعقابه ،قال تعالى: { الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }

ومنها تأمينه سبحانه الخائفين بإعطائهم الأمان وهو ضد الإخافة، كما قال سبحانه : { الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ }
وهذا معنى قول ابن عباس – رضي الله عنهما - : (المؤمن، أي: أمَّن خلقه من أن يظلمهم ).
فكل خائف يصدق في لجوئه إلى الله يجده سبحانه مؤمِّنًا له من الخوف، فأمن العباد وأمن البلاد بيده سبحانه.


معنى هذا الاسم الكريم في حق الله تعالى:

أولاً: 
تعلقه بمعنى (المصدق): 

ومن معانيه في حق الله –عز وجل – ما يلي:
١- أنه يصدق نفسه بتوحيده وصفاته، كما قال عز من قائل: شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ.
فقد شهد سبحانه لنفسه بالوحدانية، وهذه الشهادة أعظم شهادة: قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً.
فليس فوق شهادة الله شهادة، فهي أعظم من شهادة ملائكته، ورسله، وأنبيائه، ومخلوقاته له بالشهادة.

٢- تصديق الله رسله وأنبياءه وأتباعهم، فمن ذلك ما أنزله الله من الآيات البينات التي دلت على صدقهم، ومن ذلك ما يظهره على أيدي المؤمنين، ومنها: ما يريه أعداءه من نصرة المؤمنين، فقد يرى الكفرة الملائكة تقاتل مع المؤمنين، ومنها: أن الكفرة قد يدعون الله أن ينصر المحق، فينصر الله المؤمنين، وغير ذلك مما يصدق به رسله وأتباعهم. ومن ذلك: إيقاع العذاب بالمجرمين والطغاة، أعداء الرسل فإن وقوع العذاب بهم تصديق من الله – عز وجل – لرسله.


٣- تصديق الله عباده المؤمنين في يوم الدين، فالله يسأل الناس في يوم القيامة، ويصدق المؤمنين بإيمانهم، ويكذب الكفرة والمجرمين، فيشهد عليهم أعضاءهم، فتشهد. ويصدق المؤمنين ما وعدهم به من الثواب، ومصدق ما أوعدهم من العقاب. 💙


يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-: (المصدق الذي يصدق الصادقين بما يقيم له من شواهد صدقهم، فهو الذي صدق رسله وأنبياءه فيما بلغوا عنه؛ وشهد لهم بأنهم صادقون بالدلائل التي دل بها على صدقهم – قضاء وخلقاً – فإنه سبحانه أخبر وخبره الصدق؛ وقوله الحق: أنه لابد أن يري العباد من الآيات الأفقية والنفسية ما يبين لهم أن الوحي الذي بلغته رسله، فقال تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) 
أي: القرآن، فإنه هو المتقدم في قوله: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُم بِهِ)

ثم قال: (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)
فشهد سبحانه لرسوله بقوله أن ما جاء به حق، ووعده أن يرى العباد من آياته الخلقية ما يشهد بذلك أيضاً، ثم ذكر ما هو أعظم من ذلك وأجل؛ شهادته – سبحانه – على كل شيء)

 ٢- ويقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: (المؤمن: الذي أثنى على نفسه بصفات الكمال، وبكمال الجلال، والجمال الذي أرسل رسله وأنزل كتبه بالآيات والبراهين، وصدق رسله بكل آية وبرهان، ويدل على صدقهم وصحة ما جاءوا به)  🌿


ثانياً: 

المشتق من (الأمان): 
وفيه من المعاني ما يلي/

١- أنه الذي يؤمن خلقه من ظلمه وقد ذكر هذا المعنى ابن جرير في تفسيره وقال: (قال الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما (المؤمن) أي: أمن خلقه من أن يظلمهم)  

 ٢- أنه الذي يهب عباده المؤمنين الأمن في الدنيا بالطمأنينة والأنس الذي يجدونه في قلوبهم بفعل الإيمان به سبحانه وتوحيده.

٣- أنه الذي يؤمن خوف عبده الذي لجأ إليه بصدق في كشف كربته وتأمين خوفه. 
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: (والمضطر إذا صدق في الاضطرار إليه: وجده رحيماً مغيثاً، والخائف إذا صدق في اللجوء إليه: وجده مؤمناً من الخوف) 

 ٤- أنه الذي يؤمن عباده المنقادين لشرعه بما يشرع لهم من الأحكام والحدود التي يأمنون فيها على دينهم، وأنفسهم، وعقولهم، وأعراضهم، وأموالهم سواء على مستوى الفرد، أو الأسرة، أو المجتمع بحيث يعيش الجميع في أمن وسلام في ظل أحكام الله – عز وجل – والتي هي أثر من آثار اسمه (السلام المؤمن).

٥- أنه الذي يؤمن عباده يوم الفزع الأكبر من مخاوف يوم القيامة ومن عذاب النار، قال الله تعالى عن عباده المؤمنين: (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ)
وقال سبحانه عن أثر الإيمان في تحقيق الأمن في الدنيا والآخرة: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ)

 ٦- أنه الذي يؤمن عباده المؤمنين عند نزول الموت حال الاحتضار بأن يسمعوا تطمين ملائكة الرحمة لهم وتبشيرهم بالجنة، وتأمين خوفهم وحزنهم، قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ) 

7- أنه الذي يؤمن لجميع عباده، بل جميع خلقه، مؤمنهم وكافرهم، إنسهم وجنهم، كل ما يأمن بقاء حياتهم إلى الأجل الذي أجل لهم بتوفير رزقهم ودفع الغوائل عنهم.


قيلَ في اسمِ الله المؤمن/ 


🌸- وَفسر ابن كثير اسمه تعالى "المؤمن" 
قائلا: المؤمن؛ قال الضحاك عن ابن عباس: أي أمن خلقه من أن يظلمهم. 
وقال قتادة: أمن بقوله أنه حق.
وقال زيد: صدق عباده المؤمنين في إيمانهم به. 

🌸- وقال القرطبي في تفسيره: 
"المؤمن" أي المصدق لرسله بإظهار معجزاته عليهم، ومصدق المؤمنين ما وعدهم به من الثواب، ومصدق الكافرين ما أوعدهم من العقاب.

🌸- وقيل: المؤمن الذي يؤمن أولياءه من عذابه ويؤمن عباده من ظلمه، يقال: آمنه من الأمان الذي هو ضد الخوف، كما قال تعالى: (وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)



في الخِتـام، من اللطائف:


عن أُبي بن كعب -رضي الله عنه- قال: لما قدم رسول الله -صلى الله عليهِ وسلم- وأصحابه المدينة، وأتوهم الأنصار، رمتهم العرب عن قوسٍ واحدة، فكانوا لا يبيتون إلا بالسلاح ولا يُصبحون إلا فيـه! 
فقالوا: ترون أنّا نعيش حتى نبيتَ آمنين مُطمئنين لا نخاف إلا الله؟! فنزلت: 
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) 



* لا يغب عن دُعائكم المسلمين المُستضعفين في شتى بقاعِ الأرض أن يبدلَ المؤمن خوفهم أمنًا. 🌷


وترَكم _ كفارةُ المجلس
سلامٌ اللهِ عليكم وَرحمته وَبركاته.

#إخاء_سماوي💘

الجمعة، 2 أكتوبر 2015

اسم الله الرب:" إخاء سماوي💛

( اسم الله الرب )


 تشعرين فيه -حين تفهمين مدلوله ومعناه- بنوع من الطمأنينة والسكينة🍃

 إذ أن هذا الاسم في ثنايا معناه: أنه هو سبحانه وتعالى هو الرازق والخالق ومدبر الأمر؛ فتشعرين بأنك ترمين كل حملك على هذا الرب السيد سبحانه وتعالى..

 فتشعرين بالطمأنينة والسكينة، وتشعرين أنه لا ينبغي لك أن تخافين من شيء، تشعرين بنوعٍ من الأمان في ثنايا مدلول هذا الاسم الشريف.

(الـربّ) 

سبحانه قيوماً قام بنفسه؛ وقام به كل شيء، فهو قائم على كل نفس بخيرها وشرها، قد استوى على عرشه، وتفرد بتدبير ملكه، فالتدبير كله بيديه، ومصير الأمور كلها إليه، فمراسيم التدبيرات نازلة من عنده على أيدي ملائكته بالعطاء والمنع، والخفض والرفع، والإحياء والإماتة، والتوبة والعزل، والقبض والبسط، وكشف الكروب وإغاثة الملهوفين وإجابة المضطرين، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، ولا معقب لحكمه، ولا راد لأمره، ولا مبدل لكلماته، تعرج الملائكة والروح إليه، وتعرض الأعمال – أول النهار وآخره – عليه، فيقدر المقادير ويوقت المواقيت، ثم يسوق المقادير إلى مواقيتها، قائماً بتدبير ذلك كله وحفظه ومصالحه. 🌸


" الحمدلله رب العالمين"
وقال سبحانه :" سلام قولًا من ربٍ رحيم  "

المعنى اللغوي :
يطلق الرب على: المالك، والسيّد، والمُدبر، والمربي، والقيِّم، والمنعم، والمُصلح ، والمعبود..

والربُ في الأصل من التربية، وهو إنشاء الشيء حالًا فحالًا  إلى التمام ولا يقال " الرب" معرفًا بالألف واللام مطلقًا إلا لله عزوجل ويطلق مضافًا لغيره نحو:"رب العالمين" واذا اطلق على غيره أضيف، كرَّب الدار، وربٌَ الفرس لصاحبهما .

-
المعنى في حق الله تعالى:
قال الطبري وقد يتصرف معنى الرب لوجوه غير ذلك، مثل:
١. فربنا جل ثناؤوه السيد الذي لا شبه له ولا مثل في سؤدده.
٢. والمصلح في أمر الخلق بما أسبغ عليهم من نعمة.
٣. والمالك الذي له الخلق والأمر.
وقال عبد الرحمن السعدي : ( الرب ) هو المربي جميع عباده بالتدبير وأصناف النعم، وأخص من هذا تربيته لأصفيائه بإصلاح قلوبهم وأرواحهم وأخلاقهم، ولهذا كثر دعاؤهم له بهذا الإسم الجليل، لأنهم يطلبون منه هذه التربية الخاصة.
فعلى أنه مدبر لخلقه ومربيهم ومصلحهم وجابرهم، يكون صفة فعل وعلى أن الرب المالك السيد يكون صفة ذات.

وورد ذكره في القرآن في أكثر من 900 موضع؛ كقوله 🌿تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة: 2]، 

وقوله سبحانه: قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ[الأنعام: 164]، 

وقوله –عز وجل-: إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ [هود: 66]، 

وقوله سبحانه: وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ[المؤمنون: 97-98]، 

وقوله تعالى: بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ [سبأ: 15]،🌿

وقد ورد كثيراً في أدعية الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – والصالحين قولهم: (ربنا).

وقال ابن كثير رحمه الله تعالى: ("والرب" هو المالك المتصرف ويطلق في اللغة على السيد، وعلى المتصرف للإصلاح. وكل ذلك صحيح في حق الله تعالى).ويبين الإمام ابن القيم –رحمه الله تعالى- معنى قوله تعالى: رَبِّ الْعَالَمِينَ فيقول: (قوله: رَبِّ الْعَالَمِينَ: ربوبيته للعالم تتضمن تصرفه فيه، وتدبيره له، ونفاذ أمره كل وقت فيه، وكونه معه كل ساعة في شأن، يخلق ويرزق؛ ويميت ويحيي، ويخفض ويرفع؛ ويعطي ويمنع؛ ويعز ويذل، ويصرف الأمور بمشيئته وإرادته، وإنكار ذلك إنكار لربوبيته وإلهيته وملكه) ((الصواعق المرسلة)) (4/1223). 💕

🍃
 .اسم (الرب) من أعظم الممادح التي مجد الله – عز وجل نفسه بها:ومن ذلك:امتداح الله – عز وجل – نفسه بأنه: رَبِّ الْعَالَمِينَ والعالمون جمع عالم. وكل ما سوى الله فهو عالم: قال تعالى: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين..

َ والنصوص المعرفة بأنه رب العالمين كثيرة جداً، كما مدح نفسه رب كل شيء كما في قوله تعالى: أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ [الأنعام: 164].

🌻
ابن الأنباري -الإمام الحافظ اللغوي ذو الفنون- كان يقول: "الرب على ثلاثة أقسام: يكون الرب بمعنى المالك، ويكون الرب بمعنى السيد المطاع، ويكون الرب بمعنى المصلح".

1- قال الزجاجي: "هو المصلح للشيء، تقول: رببت الشيء أربه ربًا وربابة؛ إذا أصلحته وقمت عليه".

قال الراغب: "الرب في الأصل التربية وهي إنشاء الشيء حالًا فحالًا إلى حدِّ التمام".

وفي حق الله سبحانه وتعالى: الرب هو المُتكفِّل بخلق الموجودات وإنشائها، القائم على هدايتها وإصلاحها الذي نظّم معيشتها ودبّر لها أمورها.


2- المعنى الثاني لغةً.. الرب بمعنى المالك، رب الشيء هو مالكه.
 فأنت عبدٌ له يصرفه كيف شاء ولا ينبغي للعبد أن يخرج عن إذن مالكه ولا عن أمره.

هو الذي ملك أمرك ففوِّض له أمرك واسمع ما يدعوك إليه واستجب له {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال من الآية:24]؛ يدعوك إلى ما فيه النفع لك، فهو الأولى سبحانه وتعالى بأن يكون له هذه المنزلة عندك، فأولى بأن تذعن له وتخضع لقوله وتذل بين يديه.

3- الرب مصدره الربوبية، وكل من ملك شيئُا فهو ربه؛ يقال: "هذا رب الدار"، و"رب الضيعة"، ولا يقال الرب معرفًا بالألف واللام مطلقًا إلا لله عز وجل؛ لأنه مالك كل شيء؛ فلا يقال: "الرب فلان"؛ لأنه يوهم معنى آخر، فلا يطلق إلا على الله جل وعلا.

يقال أيضًا في معنى الربوبية: سياسة الشيء، تدبير أمر المرء.
إذن هو سبحانه وتعالى الذي يُدبِّر لك أمرك؛ فسله وحده أن يُدبِّر لك حالك، وفوِّض له أمرك ❤️.

حقيقة (الربوبية) في القرآن الكريم 🍃
حقيقة معنى الربوبية في القرآن تقوم على ركنين اثنين:
الركن الأول: إفراد الله بالخلق، والركن الثاني: إفراده بالأمر والتدبير.
كما قال الله تعالى عن موسى وهو يُبيِّن حقيقة الربوبية لفرعون: {قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ} [طه:49].
فيشّرح له مُوسى عليه السّلام معنى الربوبية:

1- {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ} [طه:50]؛ إذًا.. هو سبحانه وتعالى الخالق له، الموجد له، القائم عليه.

2- {ثُمَّ هَدَىٰ} فيها معنى تدبير الأمر لكل هذه المخلوقات والهداية كما هو معلوم. فالله سبحانه وتعالى أعطى كل شيء خلقه ثم هدى؛ فبيّن لكل إنسان وجه المطلوب منه {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس:8]، {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد:10]؛ فلا حجة لأحدٍ أن ينفي عن نفسه معرفة طريق الحق من الباطل إذ بيّن الله عز وجل هذا الأمر في فطرة الإنسان.


معنى (العبد الرّباني): 💕

الله سبحانه وتعالى يقول: {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} [آل عمران من الآية:79].

قال الجوهري: "الرباني هو المتأله العارف بالله تعالى".

المتأله أي العبد:
1- الذليل.
2- الخاضع.
3- المحب.

لأن الألوهية معناها العبادة، والعبادة على ثلاث معانٍ: حب تام، وذل تام، على سبيل الإجلال والتعظيم.

4- عارف بالله؛ لأنه لن يصل لهؤلاء الثلاثة إلا على سبيل المعرفة.

فمن عرف الله أحبه، ومن عرف الله ذل بين يديه، ومن عرف الله وأعطاه قدره عظمه وأجله وهابه.
إذًا للعبد الرّباني أربع صفات: ذليلً، خاضعٌ، محبٌ، عارفٌ بالله تعالى. ☁️

حظ المؤمن من هذا الاسم 🌿

1- أن تعلم أن الله تعالى له علو الشأن والقهر والفوقية وأوصاف العظمة والكبرياء، وأنه لا ينازع في ذلك؛ فتقتضى منك ذلًا وانكسارًا وافتقارًا.
أن يكتسي العبد ثوب العبودية، ويخلع عن نفسه رداء الربوبية.

2- أن تستشعر طوال الوقت أنك عبد له رب.
ففي قصة توبة بِشر الحافي أن أحد الصالحين مرّ على بيته فسمع منه أثر من اللهو والموسيقى، فأطرق على بابه ففتحت له الجارية؛ فقال: هذا بيت عبد؟ أهذا بيت عبد؟! ثم تركها وولّى.
فنادى بِشر على الجارية وسالها: "ماذا هنالك؟ قالت: جاء رجل، فقال: أهذا بيت عبد؟".

فوقعت في قلبه بموقعٍ حَسن وطار لها لُبّه وخرج في إثر الرجل حافيًا وفتح الله عليه باب التوبة.

فلما جرى خلفه، وتمرّغ في التراب، وناجى الله عز وجل وفتح الله عليه باب التوبة بعد ذلك؛ فكان يمشي بعدها كثيرًا حافيًا وعُلِم منه ذلك، فقيل له: ألا تتخذ النعال؟ قال: "كان أول الأمر هكذا حافًيا".

الشاهد: أن الرجل قال كلمة واحدة "أهذا بيت عبد؟"؛ ما يفعل ذلك عبد، هذا ليس عبدًا، لو كان عبدًا ما كان منه هذا العصيان وهو يعلم أن الله مُطَّلِعٌ عليه.

3- من ذلك أيضًا أن يتقيه لا سيما فيمن ولّاه عليهم.

4- ألا يصف نفسه بأنه رب كذا؛ تواضعًا لربه وتوحيدًا له، من باب التأدب، فثبت في ذلك حديث عند أبي داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يقولن أحدُكم: عبدي وأمتي، ولا يقولن المملوكُ: ربِّي وربَّتي، وليقل: المالك فتاي وفتاتي، وليقلِ: المملوكُ سيدي وسيدتي؛ فإنكم المملوكون والربُّ اللهُ عز وجل» (صحّحه الألباني في صحيح أبي داود: [4975]).

5- الرضا.. أن يكون هو ربك وأنت راضٍ بقدره وقضائه، وإذا رضيت عنه فاعلم أنه قد رضي عنك؛ فعلامة رضاه عنك رضاك عنه.

6- أن يسعى في إصلاح نفسه وتهذيبها وفق قواعد أهل العلم من التخلية والتحلية؛ فكما قلنا من معاني الرب الإصلاح والتهذيب، فلا بد أن يضع يده كل فترة على آفاتٍ يسعى في إصلاح نفسه فيها؛ ويدونها ويشرع في تهذيب نفسه بها.

7- تتذكر أن الله لو ابتلاك فهو ربٌ يُربيك.
قد تكون لديك آفة لا تستطيع التخلص منها مهما امتثلت كلام العلماء -كالعُجب مثلًا-، فيمرّ بك ابتلاءً يكسرك ويوقفك على حقيقة نفسك؛ فتقول: "ربّاني الله في هذا الموقف".

8- أحد الأشياء التي تستفيدها من اسم الله الرب قضية التدرج.. معاملتك لنفسك في طلب العلم -مثلًا- أحقق فرض العين فأعرف ثم أتدرج، منهجية ومرحلية 🌾.



تلويحة الختام 🎀
إن إيمان العبد بالله رباً يستلزم إخلاص العبادة له وكمال الذل بين يديه ، قال تعالى : ( وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) اﻷنبياء : 92 
وقال : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ) البقرة : 21  ، فكونه سبحانه ربّ العالمين يقتضي ألا يتركهم سدىً وهملاً لا يُؤمرون ولا يُنهون ، بل خلقهم لطاعته و أوجدهم لعبادته ..

فالسّعيد منهم من أطاعَه و عبَده () ❤
والشقيّ منهم من عصاه و اتبع هواه :""

ومن آمن بربوبية الله ورضي بالله ربّاً .. رضي بما يأمره به و ينهاه عنه ، ويقسمه له و يقدر عليه ، ويعطيه إياه ويمنعه منه .. 

ومتى لم يرضَ بذلك لم يكن محققًا الرّضى  بالله ربّاً من كل الوجوه .. 
- أعاذنا الله وإياكم من أن نكون منهم -  

وفي الحديث .. 
( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربّاً وبالإسلام دينًا وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - رسولاً ) رواه مسلم .


أذاقنا الله وإياكنّ طعم الإيمان و حلاوته و حببه إلينا و زينه في قلوبنا و كرّه إلينا الكفر و الفسوق و العصيان وجعلنا من الراشدين ..

اللهم آمين ..💦💙

#كفارة المجلس ..

"الدعاء عطاء".❤️