الأحد، 27 ديسمبر 2015

اسم الله الجَـواد :" 💘 #إخاء_سماوي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ()

اسم الله (الجَـواد) 💙🌿

هذا الاسم لم يرد ذكره في القرآن الكريم إنما جاء ذلك في السنة المطهرة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله جواد يحب الجود، ويحب معالي الأخلاق، ويكره سفسافها...).
قال ابن القيم – رحمه الله تعالى – في نونيته:

وهو الجواد فجوده عم الوجود
جميعه بالفضل والإحسان
وهو الجواد فلا يخيب سائلاً
ولو أنه من أمة الكفران ✨

وتحدث – رحمه الله تعالى- عن آثار جوده سبحانه فقال: (إن الرب: هو القادر الخالق البارئ المصور؛ الحي القيوم؛ العليم السميع البصير؛ المحسن المنعم (الجواد)؛ المعطي المانع؛ الضار النافع؛ المقدم المؤخر الذي يضل من يشاء ويهدي من يشاء؛ ويسعد من يشاء ويشقي من يشاء؛ ويعز من يشاء ويذل من يشاء؛ إلى غير ذلك من معاني ربوبيته التي له منها ما يستحقه من الأسماء الحسنى).


📩 كما قرر – رحمه الله تعالى- معنى هذا الاسم؛ وبين أن الله تعالى هو الجواد لذاته بقوله: (إنه يحب الإحسان والجود والعطاء والبر، وإن الفضل كله بيده؛ والخير كله منه؛ والجود كله له. وأحب ما إليه: أن يجود على عباده ويوسعهم فضلاً، ويغمرهم إحساناً وجوداً، ويتم عليهم نعمته، ويضاعف لديهم منته، ويتعرف إليهم بأوصافه وأسمائه، ويتحبب إليهم بنعمه وآلائه، فهو الجواد لذاته، وجود كل جواد خلقه الله، ويخلقه أبداً أقل من ذرة بالقياس إلى جوده. فليس الجواد على الإطلاق إلا هو، وجود كل جواد فمن جوده. ومحبته للجود والإعطاء والإحسان، والبر والإنعام والإفضال فوق ما يخطر ببال الخلق، أو يدور في أوهامهم.
ولو أن أهل سماواته وأرضه، وأول خلقه وآخرهم، وإنسهم وجنهم، ورطبهم ويابسهم قاموا في صعيد واحد فسألوه فأعطى كل واحد ما سأله، ما نقص ذلك مما عنده مثقال ذرة.
وهو الجواد لذاته، كما أنه الحي لذاته، العليم لذاته، السميع البصير لذاته. فجوده العالي من لوازم ذاته، والعفو أحب إليه من الانتقام، والرحمة أحب إليه من العقوبة، والفضل أحب إليه من العدل، والعطاء أحب إليه من المنع.
فإذا تعرض عبده ومحبوبه الذي خلقه لنفسه، وأعد له أنواع كرامته، وفضله على غيره، وجعله محل معرفته، وأنزل إليه كتابه، وأرسل إليه رسوله واعتنى بأمره ولم يهمله، ولم يتركه سدى؛ فتعرض لغضبه، وارتكب مساخطه وما يكرهه وأبق منه، ووالى عدوه وظاهره عليه، وتحيز إليه، وقطع طريق نعمه وإحسانه إليه التي هي أحب شيء إليه، وفتح طريق العقوبة والغضب والانتقام، فقد استدعى من الجواد الكريم خلاف ما هو موصوف به من الجود، والإحسان، والبر، وتعرض لإغضابه وإسخاطه وانتقامه، وأن يصير غضبه وسخطه في موضع رضاه، وانتقامه وعقوبته في موضع كرمه وبره وعطائه. فاستدعى بمعصيته من أفعاله ما سواه أحب إليه منه، وخلاف ما هو من لوازم ذاته من الجود والإحسان). ❤️


📬 وقال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: (الجواد: يعني أنه تعالى الجواد المطلق الذي عم بجوده جميع الكائنات، وملأها من فضله، وكرمه، ونعمه المتنوعة، وخص بجوده السائلين بلسان المقال أو لسان الحال من بر، وفاجر، ومسلم، وكافر، فمن سأل الله أعطاه سؤاله، وأناله ما طلب، فإنه البر الرحيم: وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ [النحل: 53].
ومن جوده الواسع ما أعده لأوليائه في دار النعيم مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر)  💙

وقال أيضاً: (والجواد الذي عم بجوده أهل السماء، والأرض فما بالعباد من نعمة فمنه وهو الذي إذا مسهم الضر فإليه يرجعون، وبه يتضرعون، فلا يخلو مخلوق من إحسانه طرفة عين، ولكن يتفاوت العباد في إفاضة الجود عليهم بحسب ما من الله به عليهم من الأسباب المقتضية لجوده، وكرمه، وأعظمها تكميل عبودية الله الظاهرة، والباطنة العلمية، والعملية القولية، والفعلية، والمالية، وتحقيقها باتباع محمد صلى الله عليه وسلم بالحركات والسكنات).


ما الفرق بين الجود والكرم؟؟ 📬
أهل اللغة يقولون إن الجود هو التسمح بالشيء وكثرة العطاء، يقال: رجل جواد أي سخي، وجاد عليك بالمال أي تكرم.
ويقال يجود بنفسه أي يخرجها ويدفعها كما يدفع الإنسان ماله، وهذا في شأن الذي يبذل نفسه لله تبارك وتعالى،
 وقال أهل العلم الجود اصطلاحا: إفادة ما ينبغي لا لعوض ولا لغرض. فلو أعطيت أحدهم شيئا لن ينتفع به فهذا ليس بجود؛ كمن يطلب منك طعاما فتعطيه كتابا فهذا ليس جودا لذلك قالوا: إفادة ما ينبغي.
إذًا الجود يكون من غير سؤال الشيء، أما لو سألك أحدهم شيئا فأعطيته فهذا يسمى كرم. وهذا هو الفرق بين الكرم والجود.
 
والله عز وجل هو الكريم الأكرم.. يعطى السائلين أفضل و أكثر مما يطلبون أو يأملون، وهو الجواد سبحانه يعطيهم من غير سؤال ولا يريد في ذلك عوض منهم. لا تنفعه طاعتنا ولا تضره معاصينا سبحانه وتعالى ولا لغرض وليس ثمة مصلحة ولا منفعة لله تبارك وتعالى في ذلك💕
 
والجود يكون من غير سؤال ولا استحقاق:  
أي من تجود عليه أصلا لا يستحق عطيتك ولا جودك ولا كرمك. وهذا شأن الله الجواد الذي يعطى بلا استحقاق، يعطينا من غير ما نستحق ويعطينا من غير أن نسأل سبحانه وتعالى.


وجود كل جواد خلقه الله , ويخلقه أبداً : أقلُّ مِن ذرةِ بالقياس إلى جوده فليس الجوادُ على الإطلاق إلاّ هو , وجودُ كل جواد فمن جوده , محبته للجود والإعطاء , والإحسان , والبر والإنعام والإفضال : فوقَ مايخطرُ ببال الخلق ,
 أو يدورُ في أوهامهم , وفرحهُ بعطائه وجوده وإفضاله أشدُّ من فرح الآخذ بما يُعطاه و يأخذه , أحوج ماهو إليه أعظم ماكان قدراً .
فإذا اجتمعَ شدةُ الحاجه وعظمُ قدر العطية والنفع بها , فما الظنُّ بفرح المُعطَى ؟ 
ففرحُ المعطي سبحانه بعطائه أشدُّ وأعظمُ من فرح هذا بما يأخذه . ولله المثل الأعلى .
 إذْ هذا شأنُ الجواد من الخلق , فإنه يحصُلُ له من الفرح والسرور , والابتهاج واللذة بعطائه وجوده , فوق مايحصلُ لمن يعطيه , ولكنَّ الآخذ غائبٌ بلذة أخذه عن لذة المعطي , ابتهاجه وسروره , هذا مع كمال حاجته إلى مايُعطيه وفقره إليه , وعدم وثوقه باستخلاف مثله , وخوف الحاجة إليه عند ذهابه , والتعرض لذل الاستعانة  بنظيره ومن هو دونَه .
ونفسُه قد طُبِعت على الحرص والشُّح .
فما الظنُّ بمن تقدَّسَ وتنَّزهَ عن ذلك كله ؟
ولو أنَّ أهل سماواته وأرضه , وأولَ خلقه وآخرهم , وإنسهم وجنهم , ورَطْبهم ويابسهم , قاموا في صعيد واحد فسألوه , فأعطى كلَّ واحد ماسأله , مانقصَ ذلك مما عنده مثقالَ ذرة ) 
|مدارج السالكين 💙


حظ المؤمن من اسم الله الجواد 📩

نحن قلنا في اسم الله الكريم واسم الله الأكرم واسم الله المنان أنه ينبغي على العبد أن يتحلى بشيءٍ من ذلك. أن يكون جوادًا كريمًا فيعطي من غير سؤال، وأيضًا يعطي من يستحق ومن لا يستحق.

ولنا في النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أسوة:

يقول أنس رضي الله عنه والحديث في الصحيحين واللفظ لمسلم: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وأجود الناس"، وفي الصحيحين واللفظ للبخاري لحديث ابن عباس رضي الله: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق الناس قبل الصوت، فاستقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم قد سبق الناس إلى الصوت، وهو يقول: «لم تراعوا، لم تراعوا». وهو على فرس لأبي طلحة عري ما عليه سرج، في عنقه سيف، فقال: «لقد وجدته بحرًا. أو: إنه لبحر». وفي الصحيحين واللفظ لمسلم من حديث جابر رضي الله عنه قال: "ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قط فقال: لا".

وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم غنمًا بين جبلين. فأعطاه إياه. فأتى قومه فقال: أي قوم! أسلِموا. فوالله! أن محمدًا ليُعطي عطاء ما يخاف الفقر. فقال أنس: إن كان الرجل ليُسلِم ما يريد إلا الدنيا. فما يُسلِم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها" 🍃


وختاما💦


أحسن كما أحسن الله إليك🌾


جودي على الناس بما أعطاك الله، وهبك الله المال فجودي  عليهم وأحسني إليهم بالصدقة والنفقة حتى يبارك لك الله في مالك..


أكرمك الله بوجه بشوش طلق ، فجودي على الآخرين بابتسامة جميلة تزيل عنهم مااعتلا صدورهم وسكن قلوبهم.💜

أكرمك الله باب خير وعمل تطوعي كوني صاحبة جود وإحسان وأشركي صديقتك معك حتى تنالا الأجر سويا.

أحسني كما أحسن الله إليك وجودي بما أكرمك الله به وأعطاك ولاتنسي قوله تعالى

"إن الله يحب المحسنين"💦


سبحانك اللهم وبحمدك لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك🌿


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

"الدعاء عطاء".❤️