الثلاثاء، 10 مارس 2015

اسم الله (الحميد) 💚 #إخاءٌ_سَمَاويْ

يامَن له وجب الكمالُ بذاتهِ
فالكل غايةُ فوزهم لقياهُ..

أنتَ الذي لما تعالى جـدهُ
قصرت خطى الألباب دون حماهُ

أنتَ الذي امتلأ الوجود بحمدهِ
لمّـا غدا ملآن من نعماهُ.



اسم الله (الحميد) ..



السلام عليكم وَرحمة الله وَبركاتـه 



قال شيخُ الاسلام بن تيميـة -رحمه الله- : "وَمعلومٌ أن كل مايحمد فإنه يحمد على مالهُ من صفات الكمال، فكل مايحمدُ به الخلق فهو من الخالق، وَالذي منه مايحمد عليهِ هو أحق بالحمد، وَالكمال من كل كامل وَهو المطلوب"


ومضـة 💚:
إن هذا اليقين يثمر في قلب المؤمن القبول التام، والاستسلام المطلق لأحكام الله الشرعية وَأنها خير ومصلحة وحكمة.. ولو لم يدرك حكمة بعضها.. وَالرضا بما يقدّره مولاه وَيقضيه من المصائب والمكدرات، لأن الله لا يفعل إلا مافيه الحكمة والخير لعبده المؤمن؛ لأن (كل أفعاله حميدةٌ طيبـة). 




نبدأُ بسم الله في شرح اسمـه (الحميد) 🌷 :









المعنى الشرعي في حقِّ الله جلّ جلاله 🌿💦

الله الحميد الذي حمد نفسه بنفسه فقال {الحمد لله رب العالمين} فهو الغني عن حمد الحامدين له بل هم بحمدهم له إنما يحسنون إلى أنفسهم :" 
و له الحمد كله، الذي له جميع المحامد، والمدائح في الدنيا والآخرة، فهو: 

🎐المحمود في ذاته، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله، فله من الأسماء أحسنها، ومن الصفات أكملها، ومن الأفعال أتمُّها وأحسنها، فإنها دائرة بين الفضل والعدل، ليس فيها فعل خالٍ عن الحكمة والمصلحة، فلا يجري في أفعاله الغلط، ولا يعترضه الخطأ. 

🎐وهو تعالى المحمود في شرعه، فإنه أكمل الشرائع، وأنفعها لكل الخلائق، لما فيه من العدل، والحكمة، والرحمة التي لا نظير لها. 

🎐 المحمود في قضائه، وعلى أحكامه القدرية، والشرعية، والجزائية، في الأولى والآخرة، يحمد عليها لأنها كلها حق، وعدل، وهدى، منزهة عن الشر، والعبث، والظلم، والنقص. 

🎐 المحمود على وحدانيَّته، وتعاليه عن الشريك والنَّظير، والوليّ من الذُّلِّ، قال تعالى: "وقل الحمدلله الذي لم يتخذ ولدًا ولم يكن له شريكٌ في الملك ولم يكن له وليٌ من الذل وكبّره تكبيرا"


🎐 وهو الذي يجعل من يشاء من عباده محمودًا، فيهبه حمدًا من عنده، فيحمده الخلق، ويثنون عليه. 

🎐فمن كمال حمده، يوجب أن لا ينسب إليه شرٌّ، ولا سوء، ولا نقص في ذاته، ولا في أسمائه، ولا في أفعاله، ولا في صفاته. 

🎐وهو الذي يحمد من يستحقُّ الحمد، فهو يصف من يستحقُّ من عباده الصفات الكاملة بما يستحقُّه، ولهذا أثنى على أنبيائه، وعلى أوليائه.

🎐 وهو المحمود بكلِّ لسان، وعلى كل حال، فجميع المخلوقات ناطقة بحمده، من الجمادات، والناطقات، في جميع الأوقات، على آلائه وإنعامه، وعلى كماله، وجلاله، قال سبحانه: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم}.








المعروف أن العظماء والكبراء من الخلق يهتمون بعظائم اﻷمور وربما فعل الواحد من الناس اﻷمر الصغير ومع خيريته إلا أنهم لا يكترثون له ولا يحمدون صاحبه وأما الله فمع كمال غناه وعظمته عزّ وجلّ إلا أنه لا يترك صغيرة ولا كبيرة من الخير إلا ويحمدك عليها{ فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره } :*💙

و قد يعمل العبد العمل من الخير الذي ربما كان في نظر العبد حقيرًا لكنه عند الله الحميد عظيمًا بل قد يحمده عليه حمدًا يستوجب معه مغفرة ذنوبه كلها ولك أن تتأمل في حديث المرأة البغي التي سقت الكلب فشكر الله لها وغفر لها، وكذلك في حديث الرجل الذي أزاح غصن شوك عن طريق المسلمين فغفر الله له :" ❤️💔

و مع كمال جلاله وكمال عزته إلا أنه يحمد الخلق فيثني عليهم ويشكرهم ويثبت أجورهم وحسناتهم ويجعل لهم أثرًا بعد موتهم {ونكتب ما قدموا وآثارهم } :* 🌿

وهو سبحانه يحمد من أطاعه بالثناء عليه ورفع قدره ونشر خيره بل ويجعل الخلق يحبونه ويثنون عليه :""! 🌻💛








من فضائل التحميد 🍁:
🌱 أنه أفضل الدعاء، فقد قال نبي الله عليه السلام: "أفضل الدعاء الحمد لله" رواه ابن ماجة
وإنما كان التحميد دعاء لأن الإنسان يرجو به ما يرجو بالسؤال من رضاء الله والجنة💞💭 

🌱والحمد لله خير الكلام وأحبه إلى الله 💛:
فعند مسلم: «إن أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده».
وكثيراً ما يقرن التسبيح مع التحميد، كما قال العزيز المجيد: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين}
وذلك لأن الحمد ثناء، ويكون الثناء على أكمل وجه إذا اقترن بالتنزيه، والتسبيح تنزيه لله، فمعنى قولك: سبحان الله: تنزه الله وتقدس على كل نقص.

🌱والتحميد سبب لمغفرة الذنوب:
ففي الصحيحين: «إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم، فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، قال فيسألهم ربهم عز وجل وهو أعلم منهم: ما يقول عبادي؟ فيقولون: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك. فيقول: هل رأوني؟ ... أشهدكم أني قد غفرت لهم».

🌱وسبب لدخول الجنة:
فعند الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلَامَ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ، وَأَنَّ غِرَاسَهَا: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ».
وقيعان: مستوية.
ومن غرس له في الجنة غرس لابد أن يبلغه :" الله أكبر:" 🍃







ويتأكد التحميد في مواطن منها:

عند النوم 🌷
لقول النبي ﷺ  لعلي وفاطمة بنته رضي الله عنهما:
 "إذا أخذتما مضاجعكما فسبحا ثلاثاً وثلاثين، واحمد ثلاثاً وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم" البخاري ومسلم.

وعند مسلم أن النبي ﷺ  كان إذا أوى إلى فراشه قال:
 "الحمد لله الذي أطعمنا، وسقانا، وكفانا، وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي".

عند الانتباه ليلاً 🌷
ففي البخاري: «من تعارّ من اللّيل فقال: لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شي ء قدير، الحمد للّه، وسبحان اللّه، ولا إله إلا اللّه، واللّه أكبر، ولا حول ولا قوّة إلا باللّه، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا استجيب، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته».

إذا رأى في منامه خيراً🌷
قال ﷺ  : «إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها وليحدث بها» رواه الشيخان.

في الصباح والمساء 🌷
لقول النبي ﷺ  في سنن أبي داود: «من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر، فقد أدى شكر يومه، ومن قال ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته».

عند حلول النعم 🌷
لحديث ابن ماجة:«ما أنعم الله على عبد نعمة فقال: الحمد لله، إلا كان الذي أعطاه أفضل مما أخذ».








بعد الأكل والشرب 🌷

في صحيح مسلم قال ﷺ  : «إنّ اللّه ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها».

عند رؤية المبتلى 🌷
ففي جامع الترمذي قول نبينا ﷺ  : «من رأى صاحب بلاء فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا، إلا عوفي من ذلك البلاء».

وينبغي أن لا يسمعه ذلك؛ مراعاة له.

في ختام المجلس🌷
لحديث حبيبنا ﷺ  : «من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال- قبل أن يقوم من مجلسه ذلك-: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه» الترمذي.

عند البلاء 🌷
قال رسول الله ﷺ  : " إنَّ اللهَ تعالَى يقول : إذا ابتلَيتُ عبدًا من عبادي مؤمنًا، فحمدَني و صبَر على ما ابتليتُه به ، فإنه يقوم من مضجَعِه ذلك كيومِ ولدَتْه أمُّه من الخطايا ، و يقولُ الرَّبُّ للحفَظَةِ : إني أنا قَيَّدتُ عبدي هذا و ابتليتُه ، فأَجروا  له من الأجرِ ما كنتُم تُجرون له قبلَ ذلك و هو صحيحٌ" صححه الألباني:""" 🍁❤️

فاللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد من بعد الرضى 💚🌈







جلال الحميد عزّ وجلّ 🌸🍃
أنه تعالى محمود من وجوه لا تُحصى، وجوانب لا تُستقصى، له أسماء وأوصاف، ومدائح وثناء، لا يعلمها ملك مقرَّب، ولا نبيٌّ مرسل، تقصر بلاغات الواصفين عن بلوغ كُنْهِها، وتعجز الأوهام عن الإحاطة بالواحدِ منها، ومع ذلك فـ لله سبحانه وتعالى محامد، ومدائح، وأنواع من الثناء، لم تتحرَّك به الخواطر، ولا هجست في الضمائر، ولا لاحت لمتوسِّم، ولا سنحت في فكر، فهو تعالى محمودٌ في الكونِ كلِّه، دائمًا بدوامه، لا يزول أبدًا، في الدنيا والآخرة
 قال الله العظيم: {وله الحمد في السماوات والأرض وعشياً وحين تظهرون} 
 وقال سبحانه: {وله الحمد في الأولى والآخرة} 💦






٨)
من ثمرات اسم الله الحميد 💜🌿
أنه متى عرف المؤمن أن الله تعالى متصف بالحمد، فينبغي له أن يسعى إلى حمده تعالى على آلائه، وأوصاف كماله، في سره، وعلنه، في لسانه، وقلبه، وأركانه، فإن أفضل خلقه من لازم حمده، قال صلى الله عليه وسلم: ((...اعلم أنَّ خير عباد الله يوم القيامة الحمَّادون)) 
ثم يجب على العبد أن يسعى في خصال الحمد، وهي التخلق بالأخلاق الحميدة، والأفعال الجميلة، ويترك نقيضها، ويدع سفاسفها🍃






ختامًا 🌸

 إذا علمت أن ربك حميد فاعلم أنه يحب منك أن تكون حامدًا مثنيًا وذاكرًا لحسنة من أحسن إليك فإن نفوس الحامدين طيبة صافية ولا تخفي حسنات أهل الإحسان.

ومن عرف ربه الحميد استغنى واكتفى بحمد ربه وثنائه عليه فلا تجده منتظرا لثناء الناس وشكرهم وحمدهم وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء،  نسأل الله من فضله. 💓💭


هذا وبالله التوفيق ، وصلى الله على حبيبنا محمد ، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك 💞🌷


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 💭☀️💛

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

"الدعاء عطاء".❤️