السبت، 21 مارس 2015

عبدالله بن الزبير:"💚

كما هو معلوم بعد الهجرة لم يأتي للمسلمين أطفال فقالوا سحرتنا يهود فكان عبدالله بن الزبير أول مولود بالإسلام وبطل سحر اليهود وضجوا الصحابة بالتكبيرات لمولده.

في وقتنا الحالي نمر ببعض من ظروفهم وكل علتنا لازال صغيرا وعمره ستة عشر أو سبعة عشر سنة. يا سبحان الله عبدالله بن الزبير رضي الله عنه عندما كان عمره سبع سنوات جمع كل من كانوا في عمره من أطفال الصحابة لا أقول شباب الصحابة ولكن أطفال الصحابة.

وجاء عبدالله بن الزبير ومعه كل هؤلاء الأطفال الذين جمعهم من أبناء الصحابة في المدينة النبوية إلى رسول الله ﷺ وقد كان مع أصحابه في المسجد التفت رسول الله ﷺ والتفت الصحابة مستغربين :"^ وش اللي جمع كل هؤلاء الأطفال الصبية ويقودهم عبدالله بن الزبير قال رسول الله ماعندك ياعبدالله؟ قال يا رسول الله جئنا نبايعك على الجهاد كما يبايعك الكبار.. الله أكبر:"


انظروا للعقلية والتفكير عمره ٧ سنوات ويقول جئنا نبايعك على الجهاد كما يبايعك الكبار.. فمد رسول الله يده وأخذ بيد عبدالله بن الزبير وقال أبايعك على الجهاد يا عبدالله بن الزبير..


ولم تكن تلك أعجوبة في قصة هذا الصحابي الجليل..

وهذه قصة أخرى عنه: دخل على رسول الله ﷺ وهو يحتجم وكان قد أنهى الحجامة فأعطاه كاس وفيه الدم دم الحجامة وقال خذ يا عبدالله وألقي به خارج البيت..


أخذ عبدالله بن الزبير الكأس وكان صغيرا فلما خرج ونظر إلى الكأس دم رسول الله ﷺ أأسكبه على التراب؟
دم الحبيب عليه الصلاة والسلام ماذا أفعل به؟!

لو كنت مكانه ماذا تفعل؟ أما عبدالله بن الزبير فأخذ الكأس وشرب الدم وبينما هو كذلك وقد انهى شربه لدم الرسول ﷺ (دم الحجامة) مر الصحابي الجليل صهيب الرومي نظر إلى الموقف فاستغرب طفل صغير ومعه كأس وفي الكأس آثار دم! لكنه لم يلقي بالا ودخل إلى النبي ﷺ وأخذ يحدثه وبينما هو منشغل بالحديث مع رسول الله ﷺ جاء عبدالله بن الزبير ومعه الكأس فارغاً..

ماذا فعلت بالكأس؟ وأين سكبت الدم يا عبدالله؟
هنا التفت صهيب الرومي وتذكر الموقف فقال يا رسول الله لقد شربه:"

التفت رسول الله ﷺ على عبدالله بن الزبير أشربته؟

قال نعم يارسول الله 
فقال له ويل لك من الناس وويل للناس منك والله لن تمسك النار إلا تحلة القسم.

موقف عظيم لذلك لذلك الطفل الرائع وليس وحده كان بديعا في مواقفه ومتألقاً في أفعاله:".


وفي عام ٢٧ عندما كان القائد البطل عبدالله بن ابي السرح يقاتل الروم في شمال أفريقيا كان جيش المسلمين يجابه جيش من أعتى جيوش الكفر إنه جيش الروم وكان جيش أعداء الله يفوق جيش المسلمين عدد وعدة وكان القتال محتدما وفي قلب المعركة وجد عبدالله بن أبي السرح انه لابد من مدد لمساعدة جيش المسلمين وهنا أرسل مباشرة إلى أمير المؤمنين عثمان بن عفان أرسل لنا المدد..


أمر امير المؤمنين عثمان بن عفان صحابيا جليلاً تحدثنا قبل عن طفولته:"

والآن سنذكر لكم موقفا رائعا عظيما عن شبابه، وهو في مقتبل شبابه ذلك الشاب البطل عبدالله بن الزبير يعود معنا مرة أخرى بعد أن أصبح شابا فتيا انطلق مع جيش المدد بأمر من عثمان بن عفان انطلق مسرعا متحمسا تقوده روح الشباب وتحركه العزيمة وحبه لرفع شأن الدين ولنصرته 

انطلق عبدالله بن الزبير حتى وصل إلى أرض المعركة أين القائد؟ انطلق مباشرة إلى مقدمة الجيش أين أبي السرح حتى نلتقيه؟!


قالوا له أعلن جُرجه قائد جيش الروم بأنه من يأتيه برأس عبدالله بن ابي السرح قائد المسلمين سيعطيه مئة ألف دينار من الذهب، وسيزوجه ابنته(ابنة جُرجه) وهنا تحرك الروم جائزة عظيمة مئة ألف دينار وأبنة جُرجه وكانت إبنة جُرجه آخاذت الجمال..


تحرك جيش الروم كلهم يريد أن يقتل ابن ابي السرح، وإذا قتل قائد الجيش حسمت المعركة:"


وهنا اجتمع كبار الصحابة واقترحوا على عبدالله بن أبي السرح أن يعود إلى مؤخرة الجيش ليس جُبنا منه ولكن حفظا لاستمرار جيش المسلمين، وحتى لا يُقتل القائد..


سمع عبدالله بن الزبير هذا الخبر وقال لا والله ما هذا برأي ورجع مباشرة إلى مؤخرة الجيش، رجع إلى القائد ابن أبي السرح، وقال له ماهذا برأي!

ما الرأي عندك يا بن الزبير؟ قال الرأي أن تعلن في جيش المسلمين، وتقول: من يأتيني برأس جُرجه قائد الروم أعطيه مائة الف دينار من الذهب وأزوجه أبنة جُرجه، قال نِعم الرأي:"💘


وفعلاً أعلن مباشرة في جيش المسلمين، فتحركت نفوس المجاهدين حتى يحصلوا على هذه الغنيمة..


قائد جيش الروم رجع مباشرة إلى مؤخرة الجيش، بدأت المعركة وحمي الوطيس فنظر الشاب البطل عبد الله وتأمل حال المعركة فوجد إنها تبدأ منذ الصبح وتنتهي مع الظهر.. 
وهذا الحال ما يصلح مع عبدالله بن الزبير، ونفسه تجيش حباً للجهاد وللقتال في سبيل الله:"💚

رجع مرة أخرى إلى القائد فقال ماهذا بقتال؟ قاعدين نلعب.

فقال: ما عندك يا ابن الزبير؟ قال نقاتل من الصباح إلى الظهر فقط؟
قال له القائد لا تعتقد أن كل المقاتلين في همتك ونشاطك وعزمك! ان الناس يتعبون فقال انا عندي رأي! (إذا انتصف النهار وجا الظهر ورجع جيش الكفار ورجع جيش المسلمين، تنطلق كتيبة من جيش المسلمين تكون قد ارتاحت طوال النهار، تنطلق هذه الكتيبة من مئة فارس، تنقض مباشرة على جيش الروم.


فقال ابن أبي السرح وماذا تفعل مئة فارس؟ وماذا تفعل هذه الكتيبة في جيش عشرات الآلاف؟

فقال نتعبهم ندوخهم حتى لايرتاحوا ولا يجلسوا ولا يقروا عيناً. قال والله نعم الرأي.

وفي اليوم الثاني جلس عبدالله بن الزبير مرتاحا ومعه مئة فارس حتى جاء وقت الظهر وانتصف النهار ورجع جيش الروم ورجع جيش المسلمين عندها ركب عبدالله بن الزبير الشاب البطل ركب فرسه مباشرة وانطلق منقضا على جيش الروم لوحده حتى لم يستنفر باقي الكتيبة التي كانت معه.


انطلق عبدالله بن الزبير متوجها لجيش الروم نظروا إليه من هذا الفارس الذي جاءنا لوحده ويركب فرسه وليس معه أحد؟!

قالوا افتحوا له الطريق هذا أكيد رسول أو أكيد معه رسالة إما أن يكون رسول أو يكون مجنون:" فارس يأتي ليقاتل مئة ألف لوحده؟ قالوا أكيد هذا رسول افتحوا له الطريق:"

عبدالله بن الزبير نظر فتحوا له الطريق (الحمدلله هذا مانريد) وأبقى سيفه في غمده وكل ما وصل إلى كتيبة قالوا هو رسول افتحوا له الطريق وينطلق عبدالله بن الزبير حتى وصل إلى خيمة جُرجه وعلى باب الخيمة حارسين:"(هنا بدأ العمل) أخرج عبدالله بن الزبير سيفه وقتل الحارسين()

ودخل الخيمة ووجد جُرجه جالس ومعه الراقصات والمغنيات(نسأل الله السلامة والعافية)


المعركة تستعر والسيوف والدماء وجُرجه جالس ومعه مغنيات ومعه الخمر حمل عبدالله بن الزبير سيفه وقتل جُرجه، واحتز رأسه(ذبحه على الطريقة الإسلامية).

الآن هذي بطولة وهذا إنجاز رائع عظيم استطاع أن يقتل جُرجه لكن ماذا بعد ذلك؟!

أكثر من مئة ألف من جيش الروم في الخارج لو عرفوا إن هذا الرجل قتل جُرجه ماذا يعملون به؟

بالتأكيد لن يتركوه ينجو؟!

لو كانت مكانه الآن وقد قتلت جُرجه وأنت في الخيمة ماذا ستفعل؟!


هل تعرفون ماذا فعل عبدالله بن الزبير؟ لقد ركب فرسه وحمل رأس جُرجه على رمح وقال: الله أكبر قتلت جُرجه، الله أكبر قالت جُرجه..

ماهذه الشجاعة؟ وما هذه البطولة؟
إن الذي يفعل ذلك لا يؤمل أن يعود سالماً ولكنه يؤمل أن يلقى الله سبحانه وتعالى شهيداً بطلاً..

هنا جيش الروم أطبقوا على عبدالله بن الزبير كأطباق السوار على المعصم لاينجو..

احتال علينا وقتل قائدنا!

وهنا تظهر البطولة من جديد اخرج عبدالله بن الزبير السيف وبدا يرسم للبطولة أروع معانيها بدا يعمل سيفه في رقاب أعداء الله يقطفها يمنة ويسرة، الدماء تتطاير، والأشلاء تتطاير، والرؤوس تنحدر عن جنبات سيفه..

ولا يزال يشق الصفوف راكباً فرسه متقدما بثبات، يُعمل سيفه في رقاب أعداء الله المسلمون يسمعون تكبير عبدالله بن الزبير، ولكن لايرونه قالوا رحم الله عبدالله بن الزبير..

وبينما هم يترحمون عليه ويحوقلون، وإذا بالبطل يقترب وهو يشق صفوف أعداء الله ويقتلهم قتلا حتى خرج من بينهم سالماً يحمل رأس جُرجه فقالوا الله أكبر هذا ابن أبيه:"

نعم ذلك هو عبدالله بن الزبير وكذلك يكون الشباب..
إن ذهبت إلى ساحات الوغى وجدتهم الاساد.
وان تأملت بيوت الله لقيتهم العباد.
وإن رتعت في رياض الذكر وجدتهم يجدون في طلب العلم وتحصيله.. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

"الدعاء عطاء".❤️