الجمعة، 2 أكتوبر 2015

اسم الله الرب:" إخاء سماوي💛

( اسم الله الرب )


 تشعرين فيه -حين تفهمين مدلوله ومعناه- بنوع من الطمأنينة والسكينة🍃

 إذ أن هذا الاسم في ثنايا معناه: أنه هو سبحانه وتعالى هو الرازق والخالق ومدبر الأمر؛ فتشعرين بأنك ترمين كل حملك على هذا الرب السيد سبحانه وتعالى..

 فتشعرين بالطمأنينة والسكينة، وتشعرين أنه لا ينبغي لك أن تخافين من شيء، تشعرين بنوعٍ من الأمان في ثنايا مدلول هذا الاسم الشريف.

(الـربّ) 

سبحانه قيوماً قام بنفسه؛ وقام به كل شيء، فهو قائم على كل نفس بخيرها وشرها، قد استوى على عرشه، وتفرد بتدبير ملكه، فالتدبير كله بيديه، ومصير الأمور كلها إليه، فمراسيم التدبيرات نازلة من عنده على أيدي ملائكته بالعطاء والمنع، والخفض والرفع، والإحياء والإماتة، والتوبة والعزل، والقبض والبسط، وكشف الكروب وإغاثة الملهوفين وإجابة المضطرين، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، ولا معقب لحكمه، ولا راد لأمره، ولا مبدل لكلماته، تعرج الملائكة والروح إليه، وتعرض الأعمال – أول النهار وآخره – عليه، فيقدر المقادير ويوقت المواقيت، ثم يسوق المقادير إلى مواقيتها، قائماً بتدبير ذلك كله وحفظه ومصالحه. 🌸


" الحمدلله رب العالمين"
وقال سبحانه :" سلام قولًا من ربٍ رحيم  "

المعنى اللغوي :
يطلق الرب على: المالك، والسيّد، والمُدبر، والمربي، والقيِّم، والمنعم، والمُصلح ، والمعبود..

والربُ في الأصل من التربية، وهو إنشاء الشيء حالًا فحالًا  إلى التمام ولا يقال " الرب" معرفًا بالألف واللام مطلقًا إلا لله عزوجل ويطلق مضافًا لغيره نحو:"رب العالمين" واذا اطلق على غيره أضيف، كرَّب الدار، وربٌَ الفرس لصاحبهما .

-
المعنى في حق الله تعالى:
قال الطبري وقد يتصرف معنى الرب لوجوه غير ذلك، مثل:
١. فربنا جل ثناؤوه السيد الذي لا شبه له ولا مثل في سؤدده.
٢. والمصلح في أمر الخلق بما أسبغ عليهم من نعمة.
٣. والمالك الذي له الخلق والأمر.
وقال عبد الرحمن السعدي : ( الرب ) هو المربي جميع عباده بالتدبير وأصناف النعم، وأخص من هذا تربيته لأصفيائه بإصلاح قلوبهم وأرواحهم وأخلاقهم، ولهذا كثر دعاؤهم له بهذا الإسم الجليل، لأنهم يطلبون منه هذه التربية الخاصة.
فعلى أنه مدبر لخلقه ومربيهم ومصلحهم وجابرهم، يكون صفة فعل وعلى أن الرب المالك السيد يكون صفة ذات.

وورد ذكره في القرآن في أكثر من 900 موضع؛ كقوله 🌿تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة: 2]، 

وقوله سبحانه: قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ[الأنعام: 164]، 

وقوله –عز وجل-: إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ [هود: 66]، 

وقوله سبحانه: وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ[المؤمنون: 97-98]، 

وقوله تعالى: بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ [سبأ: 15]،🌿

وقد ورد كثيراً في أدعية الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – والصالحين قولهم: (ربنا).

وقال ابن كثير رحمه الله تعالى: ("والرب" هو المالك المتصرف ويطلق في اللغة على السيد، وعلى المتصرف للإصلاح. وكل ذلك صحيح في حق الله تعالى).ويبين الإمام ابن القيم –رحمه الله تعالى- معنى قوله تعالى: رَبِّ الْعَالَمِينَ فيقول: (قوله: رَبِّ الْعَالَمِينَ: ربوبيته للعالم تتضمن تصرفه فيه، وتدبيره له، ونفاذ أمره كل وقت فيه، وكونه معه كل ساعة في شأن، يخلق ويرزق؛ ويميت ويحيي، ويخفض ويرفع؛ ويعطي ويمنع؛ ويعز ويذل، ويصرف الأمور بمشيئته وإرادته، وإنكار ذلك إنكار لربوبيته وإلهيته وملكه) ((الصواعق المرسلة)) (4/1223). 💕

🍃
 .اسم (الرب) من أعظم الممادح التي مجد الله – عز وجل نفسه بها:ومن ذلك:امتداح الله – عز وجل – نفسه بأنه: رَبِّ الْعَالَمِينَ والعالمون جمع عالم. وكل ما سوى الله فهو عالم: قال تعالى: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين..

َ والنصوص المعرفة بأنه رب العالمين كثيرة جداً، كما مدح نفسه رب كل شيء كما في قوله تعالى: أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ [الأنعام: 164].

🌻
ابن الأنباري -الإمام الحافظ اللغوي ذو الفنون- كان يقول: "الرب على ثلاثة أقسام: يكون الرب بمعنى المالك، ويكون الرب بمعنى السيد المطاع، ويكون الرب بمعنى المصلح".

1- قال الزجاجي: "هو المصلح للشيء، تقول: رببت الشيء أربه ربًا وربابة؛ إذا أصلحته وقمت عليه".

قال الراغب: "الرب في الأصل التربية وهي إنشاء الشيء حالًا فحالًا إلى حدِّ التمام".

وفي حق الله سبحانه وتعالى: الرب هو المُتكفِّل بخلق الموجودات وإنشائها، القائم على هدايتها وإصلاحها الذي نظّم معيشتها ودبّر لها أمورها.


2- المعنى الثاني لغةً.. الرب بمعنى المالك، رب الشيء هو مالكه.
 فأنت عبدٌ له يصرفه كيف شاء ولا ينبغي للعبد أن يخرج عن إذن مالكه ولا عن أمره.

هو الذي ملك أمرك ففوِّض له أمرك واسمع ما يدعوك إليه واستجب له {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال من الآية:24]؛ يدعوك إلى ما فيه النفع لك، فهو الأولى سبحانه وتعالى بأن يكون له هذه المنزلة عندك، فأولى بأن تذعن له وتخضع لقوله وتذل بين يديه.

3- الرب مصدره الربوبية، وكل من ملك شيئُا فهو ربه؛ يقال: "هذا رب الدار"، و"رب الضيعة"، ولا يقال الرب معرفًا بالألف واللام مطلقًا إلا لله عز وجل؛ لأنه مالك كل شيء؛ فلا يقال: "الرب فلان"؛ لأنه يوهم معنى آخر، فلا يطلق إلا على الله جل وعلا.

يقال أيضًا في معنى الربوبية: سياسة الشيء، تدبير أمر المرء.
إذن هو سبحانه وتعالى الذي يُدبِّر لك أمرك؛ فسله وحده أن يُدبِّر لك حالك، وفوِّض له أمرك ❤️.

حقيقة (الربوبية) في القرآن الكريم 🍃
حقيقة معنى الربوبية في القرآن تقوم على ركنين اثنين:
الركن الأول: إفراد الله بالخلق، والركن الثاني: إفراده بالأمر والتدبير.
كما قال الله تعالى عن موسى وهو يُبيِّن حقيقة الربوبية لفرعون: {قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ} [طه:49].
فيشّرح له مُوسى عليه السّلام معنى الربوبية:

1- {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ} [طه:50]؛ إذًا.. هو سبحانه وتعالى الخالق له، الموجد له، القائم عليه.

2- {ثُمَّ هَدَىٰ} فيها معنى تدبير الأمر لكل هذه المخلوقات والهداية كما هو معلوم. فالله سبحانه وتعالى أعطى كل شيء خلقه ثم هدى؛ فبيّن لكل إنسان وجه المطلوب منه {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس:8]، {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد:10]؛ فلا حجة لأحدٍ أن ينفي عن نفسه معرفة طريق الحق من الباطل إذ بيّن الله عز وجل هذا الأمر في فطرة الإنسان.


معنى (العبد الرّباني): 💕

الله سبحانه وتعالى يقول: {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} [آل عمران من الآية:79].

قال الجوهري: "الرباني هو المتأله العارف بالله تعالى".

المتأله أي العبد:
1- الذليل.
2- الخاضع.
3- المحب.

لأن الألوهية معناها العبادة، والعبادة على ثلاث معانٍ: حب تام، وذل تام، على سبيل الإجلال والتعظيم.

4- عارف بالله؛ لأنه لن يصل لهؤلاء الثلاثة إلا على سبيل المعرفة.

فمن عرف الله أحبه، ومن عرف الله ذل بين يديه، ومن عرف الله وأعطاه قدره عظمه وأجله وهابه.
إذًا للعبد الرّباني أربع صفات: ذليلً، خاضعٌ، محبٌ، عارفٌ بالله تعالى. ☁️

حظ المؤمن من هذا الاسم 🌿

1- أن تعلم أن الله تعالى له علو الشأن والقهر والفوقية وأوصاف العظمة والكبرياء، وأنه لا ينازع في ذلك؛ فتقتضى منك ذلًا وانكسارًا وافتقارًا.
أن يكتسي العبد ثوب العبودية، ويخلع عن نفسه رداء الربوبية.

2- أن تستشعر طوال الوقت أنك عبد له رب.
ففي قصة توبة بِشر الحافي أن أحد الصالحين مرّ على بيته فسمع منه أثر من اللهو والموسيقى، فأطرق على بابه ففتحت له الجارية؛ فقال: هذا بيت عبد؟ أهذا بيت عبد؟! ثم تركها وولّى.
فنادى بِشر على الجارية وسالها: "ماذا هنالك؟ قالت: جاء رجل، فقال: أهذا بيت عبد؟".

فوقعت في قلبه بموقعٍ حَسن وطار لها لُبّه وخرج في إثر الرجل حافيًا وفتح الله عليه باب التوبة.

فلما جرى خلفه، وتمرّغ في التراب، وناجى الله عز وجل وفتح الله عليه باب التوبة بعد ذلك؛ فكان يمشي بعدها كثيرًا حافيًا وعُلِم منه ذلك، فقيل له: ألا تتخذ النعال؟ قال: "كان أول الأمر هكذا حافًيا".

الشاهد: أن الرجل قال كلمة واحدة "أهذا بيت عبد؟"؛ ما يفعل ذلك عبد، هذا ليس عبدًا، لو كان عبدًا ما كان منه هذا العصيان وهو يعلم أن الله مُطَّلِعٌ عليه.

3- من ذلك أيضًا أن يتقيه لا سيما فيمن ولّاه عليهم.

4- ألا يصف نفسه بأنه رب كذا؛ تواضعًا لربه وتوحيدًا له، من باب التأدب، فثبت في ذلك حديث عند أبي داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يقولن أحدُكم: عبدي وأمتي، ولا يقولن المملوكُ: ربِّي وربَّتي، وليقل: المالك فتاي وفتاتي، وليقلِ: المملوكُ سيدي وسيدتي؛ فإنكم المملوكون والربُّ اللهُ عز وجل» (صحّحه الألباني في صحيح أبي داود: [4975]).

5- الرضا.. أن يكون هو ربك وأنت راضٍ بقدره وقضائه، وإذا رضيت عنه فاعلم أنه قد رضي عنك؛ فعلامة رضاه عنك رضاك عنه.

6- أن يسعى في إصلاح نفسه وتهذيبها وفق قواعد أهل العلم من التخلية والتحلية؛ فكما قلنا من معاني الرب الإصلاح والتهذيب، فلا بد أن يضع يده كل فترة على آفاتٍ يسعى في إصلاح نفسه فيها؛ ويدونها ويشرع في تهذيب نفسه بها.

7- تتذكر أن الله لو ابتلاك فهو ربٌ يُربيك.
قد تكون لديك آفة لا تستطيع التخلص منها مهما امتثلت كلام العلماء -كالعُجب مثلًا-، فيمرّ بك ابتلاءً يكسرك ويوقفك على حقيقة نفسك؛ فتقول: "ربّاني الله في هذا الموقف".

8- أحد الأشياء التي تستفيدها من اسم الله الرب قضية التدرج.. معاملتك لنفسك في طلب العلم -مثلًا- أحقق فرض العين فأعرف ثم أتدرج، منهجية ومرحلية 🌾.



تلويحة الختام 🎀
إن إيمان العبد بالله رباً يستلزم إخلاص العبادة له وكمال الذل بين يديه ، قال تعالى : ( وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) اﻷنبياء : 92 
وقال : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ) البقرة : 21  ، فكونه سبحانه ربّ العالمين يقتضي ألا يتركهم سدىً وهملاً لا يُؤمرون ولا يُنهون ، بل خلقهم لطاعته و أوجدهم لعبادته ..

فالسّعيد منهم من أطاعَه و عبَده () ❤
والشقيّ منهم من عصاه و اتبع هواه :""

ومن آمن بربوبية الله ورضي بالله ربّاً .. رضي بما يأمره به و ينهاه عنه ، ويقسمه له و يقدر عليه ، ويعطيه إياه ويمنعه منه .. 

ومتى لم يرضَ بذلك لم يكن محققًا الرّضى  بالله ربّاً من كل الوجوه .. 
- أعاذنا الله وإياكم من أن نكون منهم -  

وفي الحديث .. 
( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربّاً وبالإسلام دينًا وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - رسولاً ) رواه مسلم .


أذاقنا الله وإياكنّ طعم الإيمان و حلاوته و حببه إلينا و زينه في قلوبنا و كرّه إلينا الكفر و الفسوق و العصيان وجعلنا من الراشدين ..

اللهم آمين ..💦💙

#كفارة المجلس ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

"الدعاء عطاء".❤️