الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

اسم الله المؤمن #إخاء_سماوي 💘

السلامُ عليكم وَرحمـة الله وَبركاته ❤️

* قيلَ لخريم الناعم:
ما النعمة؟ قال: (الأمن) فإنهُ ليس لخائفٍ عيش.. 


* وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ : دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ ، فَقَالَ لَهُ : "كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَ : أَرْجُو اللَّهَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَخَافُ ذُنُوبِي" 
 قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ إِلا وَأَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي يَرْجُو وَأَمِنَهُ مِمَّا يَخَافُ "



🌿

اسمُ اللهِ المؤمن: 

ورد اسم الله المؤمن في آية واحدة ،هي قوله تعالى :{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} 🌿

واسم الله (المؤمن) يدل على معانٍ عظيمة وأمور جليلة ،فمن دلائل اسمه المؤمن.. شهادته سبحانه لنفسه بالتوحيد، وهي أعظم شهادة ،من أعظم شاهد ،لأعظم مشهود به.

قال مجاهد-رحمه الله- : (المؤمن :الذي وحّد نفسه بقوله {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ .... }.

ومنها المُصدِّق الذي يُصدِّق رسله وأنبياءه بالحجج والبيانات بأن ما قالوه وبلغوه عنه حق لا ريب فيه ، وصدق لا امتراء فيه .وهذا معنى قول قتادة –رحمه الله -: (المؤمن أمن لقوله أنه حق)

.ومنها تصديقه سبحانه للشاهدين له بالتوحيد، والشهادة لهم بأن ما قالوه حق وصدق. 
ومن هذا المعنى ما رواه الترمذي وابن ماجه عن الأغر أبي مسلم، أنه شهد على أبي هريرة وأبي سعيد الخدري –رضي الله عنهما– أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا قال العبد :لا إله إلا الله، والله أكبر، قال : يقول الله تبارك وتعالى: صدق عبدي، لا إله إلا الله، وأنا أكبر، وإذا قال: لا إله إلا الله وحده، قال: صدق عبدي، لا إله إلا أنا وحدي، وإذا قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،قال :صدق عبدي لا إله إلا أنا لا شريك لي، وإذا قال: لا إله إلا الله له الملك وله الحمد؛ قال: صدق عبدي، لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد، وإذا قال: لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال: صدق عبدي، لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي ).

ومنها: أنه يؤمن عباده المؤمنين وأولياءه المتقين من عذابه وعقابه ،قال تعالى: { الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }

ومنها تأمينه سبحانه الخائفين بإعطائهم الأمان وهو ضد الإخافة، كما قال سبحانه : { الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ }
وهذا معنى قول ابن عباس – رضي الله عنهما - : (المؤمن، أي: أمَّن خلقه من أن يظلمهم ).
فكل خائف يصدق في لجوئه إلى الله يجده سبحانه مؤمِّنًا له من الخوف، فأمن العباد وأمن البلاد بيده سبحانه.


معنى هذا الاسم الكريم في حق الله تعالى:

أولاً: 
تعلقه بمعنى (المصدق): 

ومن معانيه في حق الله –عز وجل – ما يلي:
١- أنه يصدق نفسه بتوحيده وصفاته، كما قال عز من قائل: شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ.
فقد شهد سبحانه لنفسه بالوحدانية، وهذه الشهادة أعظم شهادة: قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً.
فليس فوق شهادة الله شهادة، فهي أعظم من شهادة ملائكته، ورسله، وأنبيائه، ومخلوقاته له بالشهادة.

٢- تصديق الله رسله وأنبياءه وأتباعهم، فمن ذلك ما أنزله الله من الآيات البينات التي دلت على صدقهم، ومن ذلك ما يظهره على أيدي المؤمنين، ومنها: ما يريه أعداءه من نصرة المؤمنين، فقد يرى الكفرة الملائكة تقاتل مع المؤمنين، ومنها: أن الكفرة قد يدعون الله أن ينصر المحق، فينصر الله المؤمنين، وغير ذلك مما يصدق به رسله وأتباعهم. ومن ذلك: إيقاع العذاب بالمجرمين والطغاة، أعداء الرسل فإن وقوع العذاب بهم تصديق من الله – عز وجل – لرسله.


٣- تصديق الله عباده المؤمنين في يوم الدين، فالله يسأل الناس في يوم القيامة، ويصدق المؤمنين بإيمانهم، ويكذب الكفرة والمجرمين، فيشهد عليهم أعضاءهم، فتشهد. ويصدق المؤمنين ما وعدهم به من الثواب، ومصدق ما أوعدهم من العقاب. 💙


يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-: (المصدق الذي يصدق الصادقين بما يقيم له من شواهد صدقهم، فهو الذي صدق رسله وأنبياءه فيما بلغوا عنه؛ وشهد لهم بأنهم صادقون بالدلائل التي دل بها على صدقهم – قضاء وخلقاً – فإنه سبحانه أخبر وخبره الصدق؛ وقوله الحق: أنه لابد أن يري العباد من الآيات الأفقية والنفسية ما يبين لهم أن الوحي الذي بلغته رسله، فقال تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) 
أي: القرآن، فإنه هو المتقدم في قوله: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُم بِهِ)

ثم قال: (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)
فشهد سبحانه لرسوله بقوله أن ما جاء به حق، ووعده أن يرى العباد من آياته الخلقية ما يشهد بذلك أيضاً، ثم ذكر ما هو أعظم من ذلك وأجل؛ شهادته – سبحانه – على كل شيء)

 ٢- ويقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: (المؤمن: الذي أثنى على نفسه بصفات الكمال، وبكمال الجلال، والجمال الذي أرسل رسله وأنزل كتبه بالآيات والبراهين، وصدق رسله بكل آية وبرهان، ويدل على صدقهم وصحة ما جاءوا به)  🌿


ثانياً: 

المشتق من (الأمان): 
وفيه من المعاني ما يلي/

١- أنه الذي يؤمن خلقه من ظلمه وقد ذكر هذا المعنى ابن جرير في تفسيره وقال: (قال الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما (المؤمن) أي: أمن خلقه من أن يظلمهم)  

 ٢- أنه الذي يهب عباده المؤمنين الأمن في الدنيا بالطمأنينة والأنس الذي يجدونه في قلوبهم بفعل الإيمان به سبحانه وتوحيده.

٣- أنه الذي يؤمن خوف عبده الذي لجأ إليه بصدق في كشف كربته وتأمين خوفه. 
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: (والمضطر إذا صدق في الاضطرار إليه: وجده رحيماً مغيثاً، والخائف إذا صدق في اللجوء إليه: وجده مؤمناً من الخوف) 

 ٤- أنه الذي يؤمن عباده المنقادين لشرعه بما يشرع لهم من الأحكام والحدود التي يأمنون فيها على دينهم، وأنفسهم، وعقولهم، وأعراضهم، وأموالهم سواء على مستوى الفرد، أو الأسرة، أو المجتمع بحيث يعيش الجميع في أمن وسلام في ظل أحكام الله – عز وجل – والتي هي أثر من آثار اسمه (السلام المؤمن).

٥- أنه الذي يؤمن عباده يوم الفزع الأكبر من مخاوف يوم القيامة ومن عذاب النار، قال الله تعالى عن عباده المؤمنين: (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ)
وقال سبحانه عن أثر الإيمان في تحقيق الأمن في الدنيا والآخرة: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ)

 ٦- أنه الذي يؤمن عباده المؤمنين عند نزول الموت حال الاحتضار بأن يسمعوا تطمين ملائكة الرحمة لهم وتبشيرهم بالجنة، وتأمين خوفهم وحزنهم، قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ) 

7- أنه الذي يؤمن لجميع عباده، بل جميع خلقه، مؤمنهم وكافرهم، إنسهم وجنهم، كل ما يأمن بقاء حياتهم إلى الأجل الذي أجل لهم بتوفير رزقهم ودفع الغوائل عنهم.


قيلَ في اسمِ الله المؤمن/ 


🌸- وَفسر ابن كثير اسمه تعالى "المؤمن" 
قائلا: المؤمن؛ قال الضحاك عن ابن عباس: أي أمن خلقه من أن يظلمهم. 
وقال قتادة: أمن بقوله أنه حق.
وقال زيد: صدق عباده المؤمنين في إيمانهم به. 

🌸- وقال القرطبي في تفسيره: 
"المؤمن" أي المصدق لرسله بإظهار معجزاته عليهم، ومصدق المؤمنين ما وعدهم به من الثواب، ومصدق الكافرين ما أوعدهم من العقاب.

🌸- وقيل: المؤمن الذي يؤمن أولياءه من عذابه ويؤمن عباده من ظلمه، يقال: آمنه من الأمان الذي هو ضد الخوف، كما قال تعالى: (وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)



في الخِتـام، من اللطائف:


عن أُبي بن كعب -رضي الله عنه- قال: لما قدم رسول الله -صلى الله عليهِ وسلم- وأصحابه المدينة، وأتوهم الأنصار، رمتهم العرب عن قوسٍ واحدة، فكانوا لا يبيتون إلا بالسلاح ولا يُصبحون إلا فيـه! 
فقالوا: ترون أنّا نعيش حتى نبيتَ آمنين مُطمئنين لا نخاف إلا الله؟! فنزلت: 
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) 



* لا يغب عن دُعائكم المسلمين المُستضعفين في شتى بقاعِ الأرض أن يبدلَ المؤمن خوفهم أمنًا. 🌷


وترَكم _ كفارةُ المجلس
سلامٌ اللهِ عليكم وَرحمته وَبركاته.

#إخاء_سماوي💘

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

"الدعاء عطاء".❤️