الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

اسم الله الأول والآخر #إخاء_سماوي 💘

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ()

من أسماء الله الحسنى - الأول والآخر- 
الذي سنتناوله الليلة بكل شوق، ونتفيأ من ظلاله 💛



(هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3))

-هو الأول-💛

الأول في سماع لهفتنا..  الأول في بلسمة جراحنا..   الأول إلى رحمة دموعنا 

واﻷول في تسكين مخاوفنا..

الأول دوما مهما عثرت بنا الأقدام ، وتلطخت منا الثياب..

🌾

_والآخر_💜

يدل على أنه هو الغاية ، والصمد الذي يصمد إليه جميع المخلوقات..

  بتألهها  ، ورغبتها ، ورهبتها وجميع مطامعها..



اسمي الله الأول والآخر:

قال تعالى :
" هو الأول والآخر " 

قالﷺ: 
" اللهمّ أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء " 

المعنى اللغوي :🌾

الأول : نقيض الآخر، ومن أبنية المبالغة على وزن " أفعل"، وهو الذي يترتب على غيره، والأولية أيضًا : الرجوع إلى أولِ الشيء ومبدؤه، أو مصدره، وأصله ، ويستعمل على أوجه ..

الآخر: وهو أيضًا من أبنية المبالغة على وزن " أفعل" ، وهو نقيض المتقدم ..

-



💛


المعنى الشرعي :


الله تبارك وتعالى هو الأول بلا بداية :
١- فلم يكن شيء قبله ، ولا معه فهو تعالى سابق الأشياء كلها، بأوقات لا نهاية لها في الوجود ، والصفات ..

٢- فله سبحانه التقدم المطلق بالقبلية ، بكمال الذات، وعلو الشأن والفوقية..

٣- وهو الذي ابتدأت منه جميع البرية، فكلها مرجعها إلى الله تعالى: بالعطاء، والإيجاد، والإمداد..
🌿

والله جل جلاله هو - الآخر- بعد كل شيء بلا نهاية :
١- في الوجود ، والنعوت ؛ فهو الباقي بعد فناء كل الخليقة، صامتة، وناطقة ..

٢- فآخريته سبحانه بلا نهاية في كمال ذاته، وعلو شأنه، وصفاته العليّة، والسلطان بالديمومية ..

٣- وهو الذي تنتهي إليه أمور كل البريّة، الدنيويّة، والدينية ، والكونية بما في ذلك من الأسباب والوسائل الظاهرية، والباطنية دلّ هذا الإسمان على الإحاطة الزمانية المطلقة ..



والأول🌿

 أي الذي ليس قبله شيء، فهو الأول بلا ابتداء. فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء وخلق السموات والأرض ... رواه البخاري.

وفي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو عند النوم: اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر.💜



واسم الله الأول🔹

 يدل باللزوم على الحياة والقيومية ، والسمع والبصر والعلم ، والمشيئة والقدرة والعلو والغنى والعظمة فهو لا يحتاج إلى غيره في شيء ، وهو المستغني بنفسه عن كل شيء ..

ومن الأولية أيضا تقدمه سبحانه على غيره تقدما مطلقا في كل وصف كمال وهذا معنى الكمال في الذات والصفات في مقابل العجز والقصور لغيره من المخلوقات فلا يدانيه ولا يساويه أحد من خلقه لأنه سبحانه منفرد بذاته ووصفه وفعله ، والأولية وصف لله وليست لأحد سواه ..
🌾


كما أن الأولية في الأشياء مرجعيتها إلي الله خلقا وإيجادا وعطاء وإمدادا ، وقال : (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً علينَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِين)َ [الأنبياء:104] ،



والآخر سبحانه:💛


هو المتصف بالبقاء والآخرية فهو الآخر الذي ليس بعده شيء الباقي بعد فناء الخلق ..

(كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) [سورة القصص 88]

 الدائم الباقي الحي القيوم الذي تموت الخلائق ولا يموت كما قال تعالى (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) [سورة الرحمن /26].

 
ومن معاني اسم الله الآخر 🍃

أنه الذي تنتهي إليه أمور الخلائق كلها كما ورد عند البخاري من حديث البراء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ ) [4]..

فأحاطت أوليته وآخريته بالأوائل والأواخر وما من أول إلا والله قبله وما من آخر إلا والله بعده فالأول قدمه والآخر دوامه وبقاؤه , فسبق كل شيء بأوليته , وبقي بعد كل شيء بآخريته فهو الأول في آخريته , والآخر في أوليته.



🍃


قال ابن عطية: 

هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ. الأول: الذي ليس لوجوده بداية مفتتحة.

 والآخر: الذي ليس له نهاية مُنقضية. 
💦

وقيل: هو الأول بالأزلية، والآخر بالأبدية، وهو الأول بالوجود؛ إذ كلُّ موجود فبعده وبه.



🎈


🔹وأما التعبد لله باسمه الأول وأثره الإيماني:


  فقال فيه ابن القيم في طريق الهجرتين:

 فعبوديته باسمه الأول تقتضي التجرد من مطالعة الأسباب والوقوف أو الالتفات إليها، وتجريد النظر إلى مجرد سبق فضله ورحمته وأنه هو المبتدىء بالإحسان من غير وسيلة من العبد إذ لا وسيلة له في العدم قبل وجوده، أي وسيلة كانت هناك..

 وإنما هو عدم محض وقد أتى عليه حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا،🌾

 فمنه سبحانه الإعداد ومنه الإمداد وفضله سابق على الوسائل، والوسائل من مجرد فضله وجوده لم تكن بوسائل أخرى فمن نزل اسمه الأول على هذا المعنى أوجب له فقرا خاصا وعبودية خاصة ..



آثار الإيمان بهما🎐

🍥 معرفة العبد غنى الرب من كل وجه بذاته وصفاته ، وأن كمال أوصافه أيضا أوَّلي بأولية ذاته ؛ فلم يكتسب وصفا كان مفقودا أو كمالا لم يكن موجودا ، كما هو الحال بين المخلوقات في اكتساب أوصاف الكمال .

🍥 إذا علم المسلم أن أصله من طين وله بداية ونهاية وحياة إلى حين ؛ أيقن أن ما قام به من الحسن مرجعه إلى رب العالمين ، وأن الفرع لا محالة سيرجع إلى أصله كما ذكر الله تعالى في قوله : (إِليْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللهِ حَقّاً إِنَّهُ يَبْدأُ الخَلقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ليَجْزِيَ الذِينَآمَنُوا وَعَمِلوا الصَّالحَاتِ بِالقِسْطِ وَالذِينَ كَفَرُوا لهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَليمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ)[يونس:4]،

 وقال تعالى : ( وَهُوَ الذِي يَبْدأُ الخَلقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَليْهِ وَلهُ المَثَل الأَعْلى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ)[الروم:27] .


🍥 أن يظهر أثر الاسم على سلوك العبد فيظهر من محبة الأولية في طلب الخير ، وطلب الأسبقية في التزام الأمر ، وحرصه على المزيد والمزيد من الأجر ، قال تعالى في وصف عباده الموحدين :
( أُولئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وَهُمْ لهَا سَابِقُونَ ) [المؤمنون:61] 

وقال سبحانه أيضا : ( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لنَا خَاشِعِينَ ) [الأنبياء:90].

فتجد توحيد الله في اسمه الأول باديا على العبد عند مداومته على الصلاة في أول الوقت ، عملا بما ورد عند البخاري من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال : ( الصَّلاَةُ لوَقْتِهَا وَبِرُّ الوَالدَيْنِ ثُمَّ الجِهَادُ في سَبِيل اللهِ) [9] 
🌾

وكذلك حرصه على الصف الأول ومجاهدة الآخرين في استباقهم إليه ، فقد ورد عند البخاري من حديث أَبِي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لوْ يَعْلمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّل ثُمَّ لمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَليْهِ لاَسْتَهَمُوا ، وَلوْ يَعْلمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِليْهِ ، وَلوْ يَعْلمُونَ مَا فِي العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لأَتَوْهُمَا وَلوْ حَبْوًا ) [10].




🍥 أن العبد إذا علم أنه من جملة من كتب الله عليهم الفناء دعاه ذلك إلى أن يبادر بالتوبة قبل أن ينزل به ما لا طاقة له على دفعه ويقوده ذلك إلى التسليم له سبحانه حين يقضي على العبد بفوت صفقة , وخسار تجارة.

🍥 الدعاء بهما كما ورد عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا آوى إلى فراشه قال : ( اللهمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شيء ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى ، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شيء أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ ، اللهمَّ أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شيء ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شيء ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شيء وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شيء ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَاغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ )



💙💦

إذا عرف المسلم هذه الأسماء العظيمة ، وعرف ماتدل عليه من الكمال والعظمة والإحاطة وجَب عليه أن يعامل كلّ اسم بما يقتضيه من ذل وعبودية .. 💘

- فمعرفة "أوّليّة" الله لكل شيء وسبقه بالفضل والإحسان ، الأسباب كلها تقتضي إفراده وحده بالذّل والالتجاء وعدم الالتفات إلى غيره أو التوكل على سواه ، وتقتضي التجرد من التعلق بالأسباب والالتفات إليها إلى التعلق بمن منه الإمداد ومنه الإعداد وفضله سابق على الوسائل والأسباب ☔

- ومعرفة "آخريَّة" الله تقتضي أن يُجعل وحده غاية العبد التي لا غاية له غيره ، ولا مطلوب له وراءه ، إليه وحده المنتهى ، وليس وراءه مرمى ولا بعده مقصد ، وتقتضي عدم الركون إلى الأسباب فإنها تنعدم لامحالة وتنقضي بالآخرية ، ويبقى الدائم الباقي بعدها ، فالتعلق بها تعلق بما يعدم وينقضي ، والتعلق بالآخر سبحانه تعلق بالحي الذي لايموت وبالباقي الذي لا يزول :"" ❤

🍃 فتأملي عبودية هذين الاسمين وما يوجِبانه من صحة الاضطرار إلى الله وحده ، ودوام الفقر دون كل شيء سواه ، وأن الأمر ابتدأ منه وإليه يرجع .. 

⚡ فهو "الأول" الذي ابتدأت منه المخلوقات ، والآخر الذي انتهت إليه عبوديتها وإرادتها ومحبتها ، فليس وراء الله شيء يقصد ويعبد ويتألّه، كما أنه ليس قبله شيء يخلق ويبرأ .. 

فـ كما كان واحداً في إيجادك ❗
فاجعله واحداً في تألّهك له لتصِح عبوديتُك ، 

وكما ابتدأ وجودك و خلقك منه ↪
فاجعله نهاية حبّك وإرادتك وتألّهك إليه ()
لتصِح لكِ عبوديتُه باسمه الأول و الآخر ..



هذا و الله أعلم ، و نسبة العلم إليه أسلم ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه  وسلّم .. 🌷


💭 كفارة المجلس 
                     وتركم ضياء ..✨
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
#إخاء_سماوي 💘

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

"الدعاء عطاء".❤️