الأحد، 22 فبراير 2015

الجزء الأخير من حياة أمُّ سلمة:"💘

ظل أبو سلمة على فراش مرضه أياماً.
وفي ذات صباح جاءه رسول الله ﷺ ليعوده، فلم يكد ينتهي من زياراته ويجاوز باب داره، حتى فارق أبو سلمة الحياة.
فأغمض النبي عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين عيني صاحبه.
ورفع طرفه إلى السماء وقال:
اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المقربين.
واخلفه في عقبه في الغابرين.
واغفر لنا وله يارب العالمين. وافسح له في قبره، ونور له فيه.
أما أم سلمة فتذكرت ما رواه لها أبو سلمة عن رسول الله ﷺ فقالت: 
اللهم عندك احتسب مصيبتي هذه...
لكنها لم تَطب نفسُها أن تقول: اللهم اخلفني خيراً منها؛ لأنها كانت تتساءل، ومن عساه أن يكون خيراً من أبي سلمة؟!
لكنها ما لبثت أن أتمت الدعاء..

حزن المسلمون لِمُصاب أم سلمة كما لم يحزنوا لمُصاب أحدٍ من قبل، وأطلقوا عليها اسم (أيم العرب) والأيم: هي المرأة التي فقدت زوجها
إذا لم يكن لها في المدينة أحد من ذويها غير صبيةٍ صغار كزغب القطا: كفراخ القطا التي لم ينبت ريشها.

شعر المهاجرون والأنصار معاً بحق أم سلمة عليهم، فما كادت تنتهي من حدادها على أبي سلمة حتى تقدم منها أبو بكر الصديق يخطبها لنفسه فأبت أن تستجيب لطلبه.

ثم تقدم منها عمر بن الخطاب فردته كما ردت صاحبه.

ثم تقدم منها رسول الله ﷺ فقالت له:
يا رسول الله، إن في خلالاً ثلاثاً؛ تقصد ثلاث صفات
لأنا امرأة شديدة الغيرة فأخاف أن ترى مني شيئاً يغضبك فيعذبني الله به.

وأنا المرأة قد دخلت في السن.

وأنا امرأة ذاتُ عيال.
فقال عليه الصلاة والسلام:
أما ما ذكرتِ من غيرتك فإني ادعو الله عز وجل أن يذهبها عنك.

وأما ما ذكرتِ من السن فقد أصابني مثل ما أصابك.

واما ما ذكرت من العيال، فإنما عيالك عيالي.
ثم تزوج رسول الله ﷺ من ام سلمة فاستجاب الله دعاءها، وأخلفها خيراً من أبي سلمة.

ومنذ ذلك اليوم لم تبق هند المخزومية أما لسلمة وحده؛ وإنما غدت أما لجميع المؤمنين.
نضر الله وجه أم سلمة في الجنة ورضي عنها وأرضاها..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

"الدعاء عطاء".❤️